أصدرت أمس، مجموعة ''أكسفورد بزنس'' الاستشارية تقريرا أكدت فيه أن الجزائر أضحت البلد الأكثر جاذبية لسوق الاستثمار في المجال العقاري على مستوى شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وصنف التقرير المستقل الذي شمل مسحا ل 33 دولة في آسيا وشمال إفريقيا، الجزائر ضمن أهم البلدان المستقطبة للاستثمارات الخارجية، مسجلا وجود انتعاش ملحوظ مسّ قطاع البناء والأسواق العقارية في الجزائر خلال سنة 2009، وهو ما أسهم فيه تراجع الطلب في عدد كبير من الدول بسبب الأزمة الاقتصادية التي عصفت بها. وذكر تقرير المجموعة أنه، وعلى الرغم من عدم وضوح الرؤية لدى كبار المستثمرين العقاريين في العالم بسبب الاضطراب الحاصل اليوم في المنظومة الاقتصادية الدولية نتيجة لاستمرار تفاقم الأزمة المالية العالمية التي كان سوق العقار أكثر المتضررين منها، فإن عددا كبيرا من المستثمرين والمطورين العقاريين الخواص يسعون لإيجاد حيز دائم لهم داخل السوق الجزائرية، مستغلين خلو هذه الأخيرة من مؤسسات محلية قادرة على الإنجاز وفقا للمعايير المتعارف عليها، خاصة أن حجم المشاريع المعلنة والأخرى التي دخلت طور الإنجاز تحتاج إلى مطوّرين عقاريين يحظون بسمعة عالمية، وفي مقدورهم الالتزام بشروط المدة والنوعية. وأرجع تقرير ''الأكسفورد بزنس غروب'' أسباب تنامي سوق العقار في الجزائر إلى عدد من العوامل التي استهلها بعودة الاستقرار السياسي والأمني والتخفيف من صرامة القيود المالية، مشيرا إلى أن تزايد مداخيل الجزائر من عائدات النفط والوقود ساعد على إحداث هذه الطفرة في بناء العقارات بالجزائر. وأدرج التقرير الاستثمارات الخليجية بالجزائر في هذا المجال ضمن الصدارة، حيث أكد أن دخول شركات من الإمارات والسعودية والكويت إلى السوق الجزائرية، جاء بناء على خبرتهم الطويلة في ميدان الاستثمارات العقارية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مبرزا أهم المشاريع التي تسلمتها المجموعات الخليجية على غرار تهيئة 1200كلم من سواحل البلاد، إضافة إلى مشاريع أخرى تتعلق بإنشاء مواقع تجارية وسكنية وسياحية مختلطة. وكذا بناء مدن ذكية وأبراج عصرية بمبالغ ضخمة جاوزت قيمتها 25مليار دولار، وهي المشاريع التي سيشرف عليها كبار المستثمرين العقاريين الخليجيين مثل مجموعة إعمار الإماراتية وبيت التمويل الخليجي وشركات القدرة القابضة وغيرها، إلى جانب شركات من دول أخرى ستشارك في المشاريع الأخرى على غرار ''دنيا بارك'' المشروع الذي ستتجاوز كلفته النهائية 5,3 ملايير أورو والذي سيتم من خلاله تهيئة مساحات خضراء وشقق وفنادق سياحية في مساحة تفوق 670هكتارا. وأشار التقرير، الذي أعطى صورة مشجعة عن الجزائر في هذا الجانب، إلى أن المستثمرين الخليجيين ليسوا وحدهم من يحاولون اختراق السوق الجزائرية ''البكر''، فهناك على سبيل المثال جمعية مراكز التسوق في الجزائر (ءس) التي يوجد مقرها حاليا في سويسرا، وتشرف على بناء أكبر مركز تجارى في البلاد على تراب إقيلم بلدية باب الزوار، وتبلغ قيمته 35 مليون دولار. كما أبدت الشركة الوطنية الصينية للهندسة (س) أيضا عن رغبتها في توسيع نطاق عملياتها في الجزائر عن طريق الاستثمار في العقارات. وختم التقرير، الذي صدر عن المجموعة المختصة في نشر الأبحاث الاقتصادية والخدمات الاستشارية الرائدة، بالقول إن الجزائر أصبحت تشكل أملا للمستثمرين من أجل الدخول وتوقيع عقود لآجال طويلة تسهم في تسريع وتيرة الحركة العقارية التي تشهدها البلاد.