أعلنت الشركة المصرية للحديد و الصلب عز الدخيلة أول مس الثلاثاء عن استعدادها للاستثمار في السوق الجزائرية التي تشهد اضطرابا كبير مند السنوات الأخيرة في هذا القطاع. و قد أفادت إدارة الشركة نقلا عن مصادر صحفية مصرية مختصة أن عز الدخيلة المتواجدة في مدينة الإسكندرية، تسعى لإقامة شراكة مع متعاملين جزائريين من القطاع العام أو الخاص أو دخول السوق الجزائرية برأسمالها في إطار إستراتيجية تنوي من خلالها توسيع نطاق تواجدها في العالم. و حسب نفس المصادر فان عز الدخيلة لديها استثمارات في دول الخليج و الشرق الأوسط، وهي شركة رائدة في مجال صناعة و تسويق الدعامات المعدنية على شكل صفائح تدخل في صناعة قضبان الاسمنت المسلح وغيرها من المنتجات الحديدية الفولاذية. وتعتبر صناعة شركة "عز الدخيلة" من الصناعات الإستراتيجية، حيث توفر للاقتصاد المصري ما مقداره 2600 مليون دولار وهو المبلغ الذي كان سيوجه للاستيراد في حالة انعدام مثل تلك الصناعة محليا و يأتي إعلان الشركة المصرية في الوقت الذي تزايد فيه اهتمام المتعاملين العرب و أصحاب الشركات الاستثمارية الرائدة لا سيما من دول الخليج العربية بالسوق الجزائرية. وترى مكاتب الدراسات في المجالين الاقتصادي و المالي أن السوق الجزائرية لا تزال مجالا خصبا لاستقطاب مزيد من الاستثمارات على غرار النجاح المسجل في سوق الهاتف النقال الذي فاق كل التوقعات بشهادة المستثمرين أنفسهم بعدما حققت شركة "أوراسكوم جيزي" المصرية في الجزائر ما لم تحققه في مجموع باقي الدول العربية، وتلتها الكويتية "الوطنية" في نفس المجال و"سيدار" السعودية في ميدان البناء والعقار. و تعتبر نفس المكاتب أن التوجه السياسي للسلطات العمومية المترجم في خطابات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في منح الأولوية في الجزائر للاستثمارات العربية التي ظلت وجهتها الدول الأوروبية، في طمأنة المستثمرين العرب لتوجيه مشاريعهم نحو السوق الجزائرية. وتسارعت وتيرة تلك الاستثمارات بدخول شركة "إعمار" الجزائر من خلال خمس مشاريع ضخمة تخص تغيير الواجهة العمرانية للجزائر العاصمة وأخرى تخص إنعاش السياحة الجزائرية بتهيئة جذرية لشاطئ العقيد عباس غرب العاصمة بمنطقة دواودة، وجاء ذلك في إطار الشراكة الجزائرية الإماراتية عقب أول زيارة رسمية لوزيرة الاقتصاد الإماراتية الشيخة لبنة. ويشار أن المؤتمر العاشر لرجال الأعمال العرب في نوفمبر 2006، وبحضور حوالي أكثر من ألف مشارك من المتعاملين رؤساء المؤسسات الاقتصادية، كان نقطة تحول في اهتمام المستثمرين العرب وتوجههم نحو التجسيد الفعلي لبعث شراكات بين الأطراف العربية وباقي المتعاملين المحليين بالجزائر، أو الاستثمار بشكل مباشر بالجزائر عقب الدعوة الصريحة التي وجهتها السلطات العمومية بتجديد الترحيب بمختلف المشاريع الاستثمارية. كما أن "العديد من الشركات العربية الاستثمارية استحسنت التغيير الحاصل في الاقتصاد الجزائري" وهو ما صرح به خلالها رئيس المنتدى الجزائري لرؤساء المؤسسات، عمر رمضان. وبحكم الموقع الاستراتيجي للجزائر في الواجهة القارية الإفريقية شمالا وبإطلالها على الواجهة البحرية للمتوسط المشتركة مع جنوب أوروبا، فان السوق الجزائرية مؤهلة لتبوأ مكانة مشرفة في مجال التعاملات الاقتصادية والمبادلات التجارية، مع ضرورة مراعاة تحسين ظروف الاستثمار كأولوية تطوير التعاملات المصرفية بإجماع الخبراء الاقتصاديين. بلقاسم عجاج