تسعى السلطات البريطانية إلى طرد 193 جزائري من بينهم نساء يقبعون في سجونها مند سنوات في إطار خطة حكومية تهدف إلى تقليص أعداد المحبوسين الأجانب في المملكة بعد صدور تقارير عن اكتضاض السجون . وقد كشفت أول أمس مصادر مقربة من حزب العمال الحاكم عن استعداد حكومة غوردن براون لإنشاء سجون خاصة بالاجانب في أعقاب تسرب تقارير رسمية عن فتح معتقلين سريين مخصصين للرعايا الاجانب من بينهم الجزائريين و هي الفضيحة التي أثارت استياء العديد من المسؤولين السياسيين لاسيما نواب البرلمان و الجمعيات المدافعة عن حقوق الانسان في بريطانيا. و حسب نفس التقارير فقد تم إيواء أجانب من بينهم جزائريين في سجنين بمقاطعتي اسيكس شرق انجلترا و كانتربيري في جنوب شرقها منذ أكثر من سنة دون علم البرلمان البريطاني. ويعتقد أن السجنين ينتميان إلى مجموعة تضم عشر سجون تأوي كلها رعايا اجانب فقط بهدف تسهيل مهمة ترحيلهم سريا من بريطانيا إلى بلدانهم الأصلية عند انقضاء مدة حبسهم. وفضلا عن هاذين السجنين، فقد أظهرت التقارير أن نصف نزلاء سجني فيرن بدورست و مرتن هال بلينكس بشرق انجلترا هم من الأجانب في حين ان ربع نزلاء 16 سجنا هم ايضا من الاجانب. كما كشف التقرير عن قائمة تضم قرابة 11 ألف سجين كل حسب جنسيته من بينها 193 جزائري من بينهم 7 نساء و هو أكبر عدد من المسجونين من دول العالم العربي بعد العراق التي يوجد منها 264 سجين في المعتقلات البريطانية . وفاق عدد الجزائريين كل من سجناء فرنسا (170) و بنغلادش (167) و ألبانيا (148 ) و هولندا( 132) و كذا روسيا (113) و الولاياتالمتحدة (103). و يشير نفس التقرير الى ان معظم الجزائريين المتواجدين في هده السجون متورطين في قضايا الاجرام لاسيما بيع او استهلاك المخدرات و لم تتطرق الوثيقة الرسمية الى فئة الجزائريين الموقوفين في قضايا الهجرة غير الشرعية أو تلك المرتبطة بالارهاب. و اوضح التقرير ان عدد السجناء الاجانب في تزايد في بريطانيا حيث بلغت نسبة واحد من سبعة من اجمالي السجناء في المملكة المتحدة و بلاد الغال المقدر باكثر من 80 الف سجين مما دفع بحكومة غوردن براون الى اللجوء الى سجون خاصة بالاجانب. كما بين التقرير ان السجناء الاجانب في بريطانيا ينتمون الى 164 دولة . وقد وصفت عملية تحويل الاجانب الى سجون سرية خاصة بالاجراء العنصري من قبل جمعيات الدفاع عن الحقوق المدنية . و لتبرير هذه العملية قال الوزير الأول البريطاني غوردن براون الاربعاء في مسالة أمام مجلس العموم بانه حكومته تسعى لابرام اتفاقيات مع الدول الاجنبية المعنية لاستلام رعايها المسجونين عند خروجهم من السجن. و تكلف اجراءات سجن 11 ألف أجنبي قرابة 350 مليون جنيه استرليني حسب التقديرات الرسمية . و أفاد السيد براون بان حكومته تعمل على طرد في اسرع وقت دفعات اولى من 1400 سجين جمايكي ، 1000 نايجيري ، 400 فيتنامي و 300 صيني في الوقت ان سلطات لندن قد أبرمت اتفاقات و بروتوكولات في هدا المجال مع اكثر من 100 دولة من بينها الجزائر . وقد تحصلت لندن العام الماضي على موافقة حكومات الاتحاد الأوروبي يكمل بموجبها رعاياها المسجونين في بريطانيا مدة حبسهم المتبقية في بلدانهم الأصلية و ذلك بهدف تخفيف الضغط على السجون البريطانية. وعلى أساس هذا الاتفاق تقوم بريطانيا بتحويل قرابة 2000 سجين من أوروبا مقابل 800 بريطاني مسجونين في دول أوروبية. كمال منصاري