كشفت مصادر إسبانية أن 91 جزائريا يقبعون في سجون منطقة جليقية، في الشمال الغربي بإسبانيا، بتهم متعددة ترتبط أساسا بقضايا جنائية وجنح لا علاقة لها بالإرهاب. ونقلت صحيفة "إل كورِّيُّو غاليغو" الصادرة نهار أمس، فإن المصالح الأمنية نشرت إحصاء مفصلا عن المعتقلين في السجون الخمسة المتواجدة بالمنطقة، وركزت فيه على عدد المعتقلين الأجانب الذين باتوا يشكلون نسبة كبيرة من مجموع المساجين، وهو ما يشكل هاجسا للسلطات الجليقية التي تشرف على المنطقة بصفة ذاتية منذ شهر أفريل من عام 1981. وفي السياق ذاته، أوضحت هذه المصادر أن هناك 1075 أجنبي لا يحملون الجنسية الإسبانية مودعين في سجون جليقية، وهو ما يمثل نسبة 25.4 بالمائة من مجموع المسجونين، كما أن منطقة المغرب العربي تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد الموقوفين، بما يعادل 37 بالمائة من مجموع المعتقلين الأجانب في المنطقة، و10 بالمائة من مجموع المسجونين في جليقية. وكشفت المعطيات الإسبانية أن هناك 309 مغربي يقبعون داخل السجون الإسبانية، في حين يبلغ عدد الجزائريين المعتقلين 91 جزائريا، ويمثل مجموع المعتقلين الجزائريين والمغاربة نسبة 7.3 بالمائة من مجموع المسجونين في المنطقة. وأوضحت التقارير ذاتها أن مركز "إل كورونييس دي تيخيرو" يحوي لوحده 371 سجينا أجنبيا بنسبة 26 بالمائة، ومن ضمن المعتقلين 117 مغربي، 37 جزائريا، 25 كولومبيا ورومانيا، إضافة إلى 13 من البرتغال و12 من البرازيل و9 من فينيزويلا و7 من نيجيريا. وفي مركز "آ لاما"، سجلت الإحصائيات تواجد 231 سجين أجنبي بنسبة 15 بالمائة، ومن ضمن المعتقلين 74 مغربيا و24 برتغاليا و14 فينيزويليا و12 جزائريا، في حين أن مركز "بيرييرو دي أغيار" يحوي 48 أجنبيا من مجموع 496 سجين، بمعدل 9.7 بالمائة، وفي سجن "مونتيروسو" يتواجد 295 أجنبي من مجموع 432، بنسبة 68 بالمائة من مجموع المعتقلين، ومن ضمنهم 118 مغربي و42 جزائريا و16 فينيزويليا. وتكشف هذه الإحصائيات الإسبانية مدى التهديد الذي يمثّله الأجانب على المنطقة خارج دائرة الإرهاب، حيث يشكل القابعون في السجون ربع المسجونين. وتتنوع الجرائم التي اعتقل مرتكبوها ما بين المتاجرة بالمخدرات والسرقة والتزوير، مما يؤكد أن الإرهاب لن يكون مصدر التهديد الوحيد الذي تتخوف منه إسبانيا، ومن الملفت للانتباه أن أجهزة الاستخبارات الإسبانية تحاول الربط بين بعض العصابات المتخصصة في السطو على المنازل والجماعات الإرهابية في المغرب العربي، حيث توصلت تقارير أمنية إلى أن أموال السطو على المنازل الفاخرة الإسبانية تُرسل عبر حوالات لتمويل أنشطة الإرهابيين في الضفة الجنوبية لحوض المتوسط. وللإشارة، فإن منطقة جليقية الواقعة في شمال غرب إسبانيا تتمتع باستقلال ذاتي منذ شهر أفريل 1981، وتحوي قرابة ثلاثة ملايين نسمة وتشكل 5.8 بالمائة من مجموع مساحة إسبانيا. مصطفى فرحات