كشف أمس الأمين لوزارة التربية الوطنية ابوبكر خالدي ل"الشروق" أن لجنة تقييم الكتاب المدرسي التي سينصبها الوزير بن بوزيد اليوم تضم مفتشين وأساتذة جامعيين مختصين إلى جانب ممثلين عن عدة وزارات يعكفون على مراجعة الكتب المدرسية المنجزة في إطار برنامج إصلاح المنظومة التربوية منذ خمس سنوات . و أكد خالدي أن أعضاء اللجنة سيقومون بعملية مراجعة شاملة للكتاب المدرسي بشكل دقيق " يمكن من الوقوف على الأخطاء المطبعية الواردة فيها وإعادة تنقيحها " في الوقت الذي حمل الوزير في وقت سابق لجنة المناهج مسؤولية الأخطاء "الفادحة" التي تم ا كتشافها في الكتاب المدرسي منذ بداية طبع الكتب الجديدة المنجزة في إطار برنامج الإصلاح وكان أخرها اكتشاف عملية بتر لمقطع كامل من النشيد الوطني " يافرنسا" في كتاب التربية المدنية للسنة الخامسة ابتدائي وأخطاء أخرى وصلت حد الإساءة للتاريخ والمجاهدين ، وهو ماعجل بتحرك الوزارة الوصية التي لجأت إلى سحب الكتب بأمر من رئيس الجمهورية وتوقيف مفتشين اشرفا على عملية طبع هذه الكتب وإحالتهما على العدالة . وكان وزير التربية الوطنية قد ارجع في وقت سابق هذه الأخطاء إلى الكم الهائل من الكتب التي تم طبعها في إطار برنامج الإصلاح (العدد فاق ال50 مليون كتاب) غير أن اقتصار الأخطاء على كتب التاريخ واستهداف قضايا حساسة مثل النشيد الوطني جعل بعض الأحزاب والنقابات تعتبره عملا "مقصودا وليس أخطاء مطبعية ". ويبدو من التركيبة التي اختارتها الوزارة للجنة تقييم الكتاب المدرسي التي ستنصب اليوم وهي الاستعانة بجامعيين من خارج القطاع وكذا ممثلين عن عدة وزارات أن قضية استدراك "الكوارث" المسجلة في الكتاب المدرسي والتي وصلت حد تشويه التاريخ وضرب عناصر السيادة الوطنية قد أضحت مهمة تتجاوز وزارة التربية إلى الحكومة بصفة عامة التي سارعت عبر إنشاء هذه اللجنة إلى احتواء الوضع . بوالقمح عبد الرزاق