يسجل خبراء في المجال الأمني، أن الإعتداء الإرهابي الذي إستهدف مساء أول أمس السبت، بلدية معاتقة بولاية تيزي وزو، يكشف رغبة تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، في زرع الارتباك في صفوف قوات الجيش ومصالح الأمن، التي تشن حملة تمشيط عسكرية واسعة ضد معاقله بالمنطقة. العملية التي قادها تنظيم المدعو عبد المالك درودكال، بضواحي معاتقة، يؤكد برأي مراقبين، أن التنظيم المسلح يسعى إلى ظهار بأن الحصار المفروض عليه لم يؤثر على قدرته في تنفيذ إعتداءات إرهابية ضد مقرات وعناصر المصالح الأمنية، في مناطق معروفة بتضاريسها الوعرة و غاباتها ومرتفعاتها المتشعبة. وكانت العديد من الإعترافات والشهادات الواردة على لسان عدد من المسلحين التائبين، أكدت بأن المنطقة مازالت إلى حد الآن أحد أهم الجيوب التي يستغلها تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"(القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي)، من أجل الإختباء والتخطيط لتنفيذ إعتداءات إرهابية بالمنطقة وخارجها، خاصة بالمناطق القريبة والمتاخمة، كولايات البويرة وبومرداس والعاصمة. الإعتداء الفاشل بمعاتقة، هو حسب أوساط متابعة، الأول من نوعه، من حيث طريقة التنفيذ وأهدافه، ويثبت بأن "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، تبحث مجددا عن صدى إعلامي من خلال ترويع السكان وإستهداف مقرات مصالح الأمن، كما تعكس مثل هذه العمليات، حسب ما يسجله خبراء في المجال الأمني، تراجع "مخزون" التنظيم الإرهابي الذي يسعى إلى الحصول على مؤونة وذخيرة تعوض عليه خسائره التي تكبدها على أيدي القوات الأمنية. الإعتداء الجديد الذي إستهدف مصالح الأمن بمدينة معاتقة، جاء بعد أيام قليلة من الإعترافات التي أدلى بها إرهابي تائب سلم نفسه، بولاية تيزي وزو، يتوقع فيها لجوء تنظيم "القاعدة" إلى تنفيذ عمليات إنتحارية بالمنطقة مستقبلا، وحتى إن كانت عملية أول أمس بمعاتقة، لا تصنف ضمن العمليات الإنتحارية، فإنها تؤكد المعلومات التي نقلها المسلح التائب في جانب منها، ولا يستبعد ملاحظون أن عناصر تنظيم "القاعدة" تراجعوا أو تخلوا عن المنطق الإنتحاري الذي فجر الوضع داخل التنظيم نفسه وحرض العديد من عناصره على الفرار وتسليم أنفسهم. وكانت معلومات أشارت مؤخرا، إلى أن مجموعة مسلحة إستولت نهاية الأسبوع الماضي على شاحنة بضواحي بونوح بولاية تيزي وزو، وهو ما يدفع متابعين إلى التخوف من إحتمال إستخدامها في عملية إنتحارية محتملة(..)، ويصبّ الحاجز المزيف الذي تم فيه الإستلاء على المركبة، في الإتجاه الذي سلكه المسلح التائب الذي تحدث عن إستعداد تنظيم "القاعدة" لتنفيذ تفجيرات إنتحارية بضواحي ولاية تيزي وزو. ج/لعلامي