توعدّ لاعب كرة القدم الفرانكو-جزائري "زهير بلونيس"، مساء الأحد، بمقاضاة ناديه السابق الجيش، مشددا:"سيدفع القطريون الثمن باهظاً"، بعدما ظلّ "محاصرا" لعام ونصف في الدوحة ضد إرادته. في تصريحات نشرتها صحيفة "ليكيب" الفرنسية المتخصصة، قال بلونيس بتحدٍ: "لقد دمرني القطريون جزئياً، كنت مصاباً بالشلل، ولكن القصة لم تنته بعد، وسيدفعون ثمناً باهظاً لذلك"، مؤكدا أنه سيرفع دعوى قضائية، حيث يخطّط بلونيس لاتخاذ إجراءات قانونية ضد نادي الجيش الرياضي قبل أن يمارس حياته المهنية من الجديد، لكنّ بلونيس حرص على التأكيد بأنّه لا يقصد بوعيده "دولة قطر" بل مسيري نادي الجيش. وأردف بلونيس أياما بعد "تحرره": "كنت أعتقد أني فزت بالجائزة الكبرى عندما وصلت إلى قطر، لكني تأكدت لاحقا أنّ كل آمالي كانت سرابا". وخاض بلونيس صراعا طويلا في قطر استمر قرابة 17 شهراً ، وصفها ب"الأشهر الرهيبة، والآن كل ما أتمناه فقط هو الآمان والسلامة لعائلتي"، وأوضح بلونيس أنّ "الإفراج" عنه وموافقة المسؤولين القطريين على منحه تأشيرة الخروج، جاءت بعد ضغط من المجتمع الدولي لكرة القدم ووسائل الإعلام وحتى من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وأضاف أنّه دفع ضريبة باهظة، حيث جرى منحه الضوء الأخضر لمغادرة الدوحة بعد تخليه على كل ما قدمه من مطالبات ضد أرباب عمله السابقين. وأفاد بلونيس أنّه كان مجبرا على توقيع وثيقة تضمنت "إنهاء خدماته بأثر رجعي قضى عملياً على إمكانية اتخاذه أي إجراء قانوني ضد نادي الجيش" ، وحتى في عقد التنازل شكر اللاعب البالغ ال33 عاماً النادي لتوفير شقة له، إنها نهاية جميلة ومرّة للاعب كرة قدم محترف الذي كان يأمل في إنهاء ممسيرته بشكل مشرّف في قطر. حصل ذلك، رغم أنّ المهاجم الجزائري الأصل كان من المفروض أن يستفيد من أجوره كاملة، مع السماح له باللعب مع أي فريق جديد، لكن إدارة الجيش جمّدت جميع مستحقاته، ثم سحبت السيارة منه، وكشف بلونيس أنّ النادي لا زال مدينا له ب74 ألف أورو (100 ألف دولار). "الرق" الحديث كان بلونيس الذي لعب سابقاً في سويسرا، وقع عقداً لمدة خمس سنوات في عام 2010 مع نادي الجيش الرياضي، الذي كان في ذلك الوقت يلعب في الدرجة الثانية، وبالكاد كان فريقاً متألقاً، وأعطيت لبلونيس رتبة "كبار المدنيين الفنيين"، وبعدما وجد النجاح مع الفريق تمت ترقيته ليصبح قائد النادي. وتأسس نادي الجيش حديثاً ليلعب في دوري المستوى الأعلى لنجوم قطر، وتمت إعادة تسميته إلى نادي الجيش الرياضي الذي اشترى لاعبين جدد من البرازيل والجزائر، ولكن تبين أنها بداية كابوس بلونيس، عندما علم أنه لا يسمح سوى لأربعة لاعبين أجانب للعب مع الفريق. وقدم بلونيس شكوى راغباً في مغادرة البلاد، ولكن في قطر، هناك القانون الذي يسمى نظام الكفالة للعمال المهاجرين والذي ينطبق على الجميع، بغض النظر عما إذا كانوا لاعبو كرة القدم أو عمال البناء أو النظافة، وهو ما يتطلب وجود ضامن من أجل الهجرة عادة من صاحب العمل للمستخدمين، ومع ذلك رفضت إدارة الجيش السماح لبلونيس بالمغادرة من دون إسقاط مطالباته القانونية، ما جعل القبضة الحديدية بين الطرفين تشتد منذ ماي 2012. وعلّق المغربي عبد السلام وادو المدافع الأوسط لنادي لومان الفرنسي: "لقد فزنا بعدما أصبح بلونيس حراً، إنه انتصار للحرية، ووصل الكابوس إلى نهايته، ولكن كل ذلك هو النصف الأول"، علما أنّ وادو سبق أن لعب لنادي قطر الرياضي في الفترة بين عامي 2011 و2012 والذي عانى من المشاكل ذاتها. وذهب وادو بعيدا بقوله: هذه هي العبودية الحديثة في الدولة التي ألغت هذا الشكل من العبودية في قانون صدر عام 1952". وأضاف وادو صديق الفرانكو-جزائري: "لن يكن أفق بلونيس عملاً بسيطاً، فبلونيس يحتاج إلى إعادة حياته المهنية أولاً وإلى المزيد من العمل والدعم، وهذا سيكون في النصف الثاني الطويل". في سياق متصل، قالت "شاران بورو" الأمينة العامة لاتحاد التجارة الدولية: "عانى بلونيس وعائلته من ظلم فادح، وهذا يشمل توضيح الحالة والشروط التي يواجهها 1.3 مليون مهاجر في قطر". على طرف نقيض، نفى الاتحاد القطري لكرة القدم ادعاءات بلونيس، قائلاً إنه "ساعده لاسترداد أجوره غير المدفوعة عندما لعب لنادٍ آخر في البلاد، ولم يقدم أبداً أي شكوى ضد نادي الجيش".".