يسير المنتخب الروسي على خطى نظيره الألماني سنة 1982، حيث لا يزال لاعبوه يستهزئون ويستهينون بقدرات المنتخب الوطني، منافسهم في المجموعة الثامنة من مونديال 2014، رفقة بلجيكا وكوريا الجنوبية، على غرار ما كان عليه الحال بالنسبة ل"المانشافت" في مونديال اسبانيا 1982، قبل أن يلقّنهم رفقاء رابح ماجر، درسا لن ينسوه أبدا، ويلحقوا بهم الهزيمة 2 1 التي لا يزال يحتفظ بها التاريخ لحد الساعة. لم تتوقف عبارات الاستهزاء والسخرية من المنتخب الوطني الذي سيمثل العرب في المونديال البرازيلي، من طرف اللاعبين الروس منذ سحب عملية القرعة الجمعة الماضي، إذ وبعد تصريحات وزير الرياضة الروسي، ووصفه "الخضر" بأضعف منتخب في المجموعة، وكذا المدرب فابيو كابيلو، الذي أكد أن المنتخب الروسي سيمر للدور الثاني رفقة المنتخب البلجيكي، جاء الدور حاليا على اللاعبين، حيث كشف مدافع نادي سبارتك موسكو، والمنتخب الروسي ديميتري كومباروف، أن جميع المنتخبات كانت تتمنى أن تقع رفقة المنتخب الجزائري في دور المجموعات من بطولة كأس العالم 2014، لا لشيء سوى أن المنتخب الجزائري في المتناول، إذ قال لوسيلة إعلامية روسية: "أعتقد أن المنتخب الجزائري في متناولنا والجميع كان يتمنى أن يقع معه في نفس المجموعة"، قبل أن يشيد بمنتخبي بلجيكا وكوريا الجنوبية: "المنتخب الكوري يلعب كرة قدم ممتازة وعصرية، ويمتلكون انضباطا تكتيكيا كبيرا بالإضافة إلى المهارات العالية التي يتمتع بها لاعبوه، كما أنهم يلعبون بشكل هجومي مع قوة في الخط الدفاعي، أما المنتخب البلجيكي فهو معروف والجميع يتحدث بأنه يمتلك جيلا تاريخيا من اللاعبين، وهذا صحيح، لكنني أعتقد أننا نمتلك أيضا لاعبين مميزين وبإمكاننا تجاوز هذا الدور". من جانبه، أوضح متوسط ميدان نادي لوكوموتيف موسكو، أليكسندر ساميدوف، أنه لا يعلم شيئا عن المنتخب الجزائري منافسه في المجموعة الثامنة في بطولة كأس العالم 2014، قائلا لموقع سبورت إكسيبريس الروسي: "هذه المجموعة متوازنة للغاية، لا أدري إن كنا محظوظين بهكذا قرعة أم لا، هناك منافسون كبار مثل المنتخب البلجيكي، لعبنا مباراة ودية أمام كوريا في وقت سابق وظهروا بشكل جيد في هذه المباراة، أما المنتخب الجزائري فهو نكرة بالنسبة لي ولا أملك أي معلومات عنه". وبلا شك فإن ما يحدث حاليا للمنتخب الوطني المصنّف افتراضا ضمن أضعف منتخبات المونديال، قد أعاد لأذهان الجزائريين ملحمة "خيخون" وما فعله رفاق عصاد بلومي وماجر سابقا أمام الألمان، حينما أبطلوا كل التكهنات التي كانت ضد المنتخب الجزائري، وأبكوا القائد السابق لألمانيا والأسطورة رومينيغي، بعدما وجه رفقة زملائه تصريحات ساخرة للخضر. التاريخ أعاد نفسه بعد مرور 32 سنة من موقعة خيخون، ولكن هذه المرة مع جيل جديد من اللاعبين.