أخذت وحدات الجيش الوطني الشعبي المشتركة، مطلع الأسبوع الجاري، تنسحب من غابة مندورة والمناطق المتاخمة لبلدية لڤاطة، بعد أسبوع من الحصار والتمشيط، تحسبا لفرار الذراع الأيمن لزعيم كتيبة الأنصار يحيى أبو الهيثم وسائقه الخاص الذي يعتقد أنه لاذ نحو جماعة "جاك" في سارية برج منايل المتحصنة في الغابة المذكورة والمتخذة لأحراشها ملجأ للاحتماء، بعد تنفيذ عملياتها الإرهابية أو أثناء المطاردة من قوات الجيش والدرك. وكان يحيي أبو الهيثم، عبد الحميد سعداوي، قد وقع الأسبوع الماضي في حاجز أمني بتيزي وزو، ما أسفر على تصفيته على الفور بعد إشهار سلاحه في وجه عناصر الأمن، ولقد أصيب مرافعه وسائقه الخاص المدعو "دوار" بجروح بليغة، فضلا عن أعطاب في سيارة بيجو 406 التي كانوا على متنها، غير أنه تمكن من الفرار -حسب الأخبار الواردة في شأنه- ويعتقد أيضا أنه تمكن على الفور من العودة إلى مسقط رأسه بمندورة الواقعة في إقليم بلدية لقاطة شرق ولاية بومرداس أين يرجح احتماءه بيعون الجماعة السلفية، وأنصاره ممن سبق أن ورطهم في الممارسة الإرهابية القذرة وجندهم في صفوف قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي تحت إمرة عبد الودود دروكدال. ويعد الإرهابي "دوار" البالغ من العمر 31 سنة واحدا من الرؤوس المدبرة في كتيبة الأنصار وهمزة الوصل بين إمارتها وعناصر الدعم والإسناد، وقد سبق أن ورط العديد من شباب المنطقة، من بينهم ابن أخيه الذي التحق بالعمل الإرهابي عقب تصفية والده في غضون ال 2002 إثر كمين بسوق الحد، إضافة إلى الانتحاري حفيظ الذي كان وراء تفجير ثكنة دلس، وعناصر أخرى من عائلته وذويه لا زالوا محل شك وتحقيق في شأن تعاملهم مع الإرهاب. وحسب المعلومات الواردة في شأن دوار، فإنه غير مبحوث عنه، إلا أنه وفي المقابل انقطعت أخباره في الآونة الأخيرة، مما يفسر التحاقه الرسمي بالعمل الإرهابي وبكتيبة الأنصار، ولقد انكشف أمره مباشرة بعد وقوعه في الحاجز الأمني بمعية زعيمه عبد الحميد سعداوي الذي لقي حتفه في ذات الحاجز على وقع وابل من العيارات النادية أردته قتيلا. من جهة أخرى، أكدت بعض المصادر أن وحدات الجيش التي ظلت مرابطة بمنطقة مندورة طيلة أسبوع أخذت في الانسحاب، مما سمح للفلاحين والحرفيين والعمال أيضا من استئناف نشاطهم الفلاحي بعد مدة من الانقطاع عن العمل حيث فسح المجال كليا لقوات الجيش قصد التوغل في الأدغال والجيوب الوعرة من الغابة. ولقد مكنت العملية من تدمير بعض المخابىء دون تسجيل أي اشتباك مع الإرهابيين. أبو حاتم/ إدريس