تقوم وحدات الجيش الوطني الشعبي منذ بداية الأسبوع بعمليات تمشيط مكثفة بالجهة الشرقية من ولاية بومرداس، حيث عززت من تواجدها خاصة بالمناطق التي شهدت عمليات مسلحة نفذتها عناصر ما يعرف بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الناشطة بمحو زموري- لقاطة- سي مصطفى، والتي استهدفت بها أفراد رجال الدفاع الذاتي والحرس البلدي حيث راح ضحية هذه الاعتداءات أربعة عناصر منذ بداية شهر رمضان. تحرك قوات الجيش الوطني وتكثيف تواجده بهذه المناطق فرضه التصعيد الأمني الخطير الذي شهدته المنطقة الشرقية من ولاية بومرداس، حيث سجل تضاعف العمليات الإرهابية منذ بداية شهر رمضان الذي يعتبر شهر تكثيف »الجهاد« حسب فكر الجامعات المسلحة، وجاءت هذه العمليات في شكل اغتيالات ومحاولات اغتيال استهدفت فئتا المقاوين وعناصر الحرس البلدي السابقين، ففي بلدية لقاطة التي تتوسط كل من زموري برج منايل رأس جنات وسي مصطفى، شهدت عمليتين إرهابيتين بين الأسبوعين الأول والثالث من رمضان، وقد راح ضحيتهما عنصرين سابقين من أفراد الحرس البلدي، كما شهدت منطقة الحاج احمد التابعة إقليميا بلدية زموري محاولة اغتيال حرس بلدي سابق والذي نجا من موت محقق لولا تواجد عناصر الجيش بالقرب من المكان، هذه المنطقة لا تبعد كثيرا عن قرية كدية العرائس بلقاطة، التي كانت مسرحا لعملية اغتيال حرس بلدي سابق. وجاء تحرك الجيش أيضا بعد الاعتداء الذي استهدف بداية الأسبوع عنصر من رجال الدفاع الذاتي بسي مصطفى والذي لفظ أنفاسه الأخيرة بالمستشفى متأثرا بجروحه، كما كان لإلقاء القبض على عنصر إرهابي بالقرية الفلاحية المتاخمة لجبال بوظهر بالمنطقة ذاتها، سببا في توجه الجيش نحو المنطقة التي تعتبر معقل كتيبة الرقم التي ينحدر معظم عناصرها من زموري وسي مصطفى ولقاطة، ورجحت مصادر موثوقة أن يكون الجيش الوطني الشعبي قد تلقى مؤخرا الضوء الأخر للقيام بتمشيط مكثف قصد وضع حد لنشاط الجماعات الإرهابية في المناطق المشبوهة، وقد شوهدت المدرعات تتجه أمس نحو زموري ولقاطة، وهو ما يشير إلى حجم العملية التي ستكون كبيرة وطويلة بالنظر للآليات العسكرية المعدة لذلك، وما ساعد على اختيار الجيش لوجهته حسب مصادرنا هو نجاح قوات الأمن في تفكيك شبكات لدعم و إسناد الإرهاب بكل من قرى أولاد زيان ومندورة بلقاطة، وجاء هذا بفضل المعلومات التي أدلى بها إرهابي تائب والذي دل مصالح الأمن على وجود مخبئ للإهابيين بقرية اولاد زيان، وتبع ذلك توقيف سبعة عناصر تتراوح أعمارهم بين 35 و17 سنة، وتبين أنهم كانوا على صلة وثيقة بالإرهابيين الناشطين بالمنطقة تحت لواء سرية لقاطة، والتي كانت وراء الاعتداءات التي شهدتها المنطقة منذ بداية شهر رمضان. اعتمدت عملية التمشيط التي ما تزال في بدايتها على وحدات المشاة وهو ما يشير إلى إرادة الجيش في تقفي آثار الإرهابيين في عقر مخابئهم خاصة بالمناطق التي تعرف وجود خلايا نائمة للدعم والإسناد، وهي كل من غابات وأحراش قرى كل من مندورة، أولاد زيان وكدية العرائس وأولاد علال، وهي المناطق التي توصف بالمشبوهة كونها عرفت التحاق عدد معتبر من العناصر بالعمل المسلح ضمن ما أصبح يعرف بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، خاصة وأن من بين الإرهابيين الذين نفذوا عمليات انتحارية كتفجيرات الأخضرية ومقر الأمن بالثنية هم من أبناء المنطقة. وفي سياق متصل، أفادت مصادر موثوقة ل »صوت الأحرار« أن قوات الجيش كانت قد قضت منذ أسبوع على إرهابي خطير يرجح أن يكون زهير تاجر شقيق الإرهابي المقضي عليه العام الماضي المعروف باسم موح جاك، وجاء هذا بعد كمين نصبته عناصر الجيش للإرهابي المذكور والذي يرجح انه جاء إلى قرية اولاد زيان مسقط رأسه لمعرفة حيثيات ما وقع لشقيقه الأكبر المدعو "احمد جاك" الذي أوقفته مصالح مكافحة الإرهاب على خلفية دعمه للإرهابيين، ووردت معلومات أن الجيش اشتبك مع الإرهابي زهير تاجر وقضا عليه، كما أوقف الجيش خلالها عنصر إرهابي كان رفقة هذا الأخير ويرجح أن يكون من نشطاء سرية لقاطة وأخطر العناصر الإرهابية، وحسب معلومات مستقاة من مصادر من المنطقة فان هذا الإرهابي ينحدر من منطقة مندورة ويعتقد أنه العنصر الذي كان يرافق الأمير سعداوي المنسق الوطني للجماعة السلفية الذي قضي عليه من سنتين تقريبا بتيزي وزو.