"أريد أن أرى ابني يتحرك ويمشي كالسابق، انه يرقد في غيبوبة منذ 3 سنوات بعدما صدمته سيارة وهو يقطع الطريق ليتركه الجاني ويهرب..." هي عبارات ممزوجة بالألم والحسرة نطقت بها والدة بن يحي بن لنرب، وهي تتأسف لما آل إليه فلذة كبدها البالغ من العمر 29 سنة. إلتقيناها بالقرب من مجلس قضاء العاصمة نهاية الأسبوع الفارط، كانت برفقة زوجها وابنها الذي كان نائما كجثة هامدة في قلب سيارة لنقل البضائع، ولما استفسرناها عن الأمر بفضول صحفي، روت لنا القصة كاملة، في البداية سألناها عن سبب توقفها أمام المجلس فأجابت بأنها أحضرت ابنها رفقة زوجها لحضور جلسة الاستئناف في قضيته، مع المتهم (د،مصطفى) حتى يراه رئيس الجلسة ويتأكد من شدة الضرر الذي لحقت به، غير أن المعنيين بالأمن لم يمكنوهم من دخول المجلس لدواعي أمنية، مما اضطر محاميته للتدخل لدى النائب العام لتشرح له وضعيته الحرجة، فما كان منه إلا أن طلب من أبويه أن يحضرا وحدهما الجلسة وتعفيه هو منها. وبعد ذلك روت لنا الأم بكل مرارة ما وقع لابنها بن يحي قائلة "كان يمشي يوم 11 ماي 2005 في طريق واد الكرمة، ولما هم بقطع الطريق تعرض لحادث سير بسبب السرعة الجنونية التي كان يقود بها المتهم (د،مصطفى)، تسكت قليلا لتستأنف حديثها وهي تحترق ألما على فلذة كبدها قائلة "انه في ريعان الشباب لم يتجاوز التاسعة والعشرين من عمره، متزوج وأب لطفلة تبلغ من العمر 4 سنوات هي الأخرى ولدت معوقة وهي تحتاج رعاية والدها، غير أنه تركها ليرقد في سريره بدون حراك.."، وتضيف "لقد نقل ابني إلى مستشفى القبة بعد الحادث، حيث مكث هناك 3 أشهر ليخرجه الأطباء الذين عجزوا عن إيجاد حل له، وهو الآن معوق بنسبة 100 بالمئة". وفي نفس السياق، أخبرتنا الوالدة بأن المتهم حكم عليه بعام و6 أشهر حبسا نافذا من قبل محكمة حسين داي في نوفمبر 2007 وهو غير معترف بخطئه ولم يعطنا أي تعويض عن الضرر اللاحق بابننا، مؤكدة أن حالتهم المادية مزرية جدا، حيث يقطنون ببيت قصديري وهم عائلة مكونة من 11 فردا بعين المالحة بلدية جسر قسنطينة بعين النعجة الجزائر العاصمة. وعلى هذا الأساس طالبت والدة بن يحي بن لرنب ذوي القلوب الرحيمة مدهم يد المساعدة لتسفير ولدها إلى الخارج من أجل العلاج، مصرحة أنها تعاني الأمرين مع ابنها، حيث تضطر لمنحه الأكل بالحقن وليس لها المال الكافي لشراء حفاظات له، لأنه لايستطيع الحراك؟ الهام بوثلجي