سقط، أمس، أولا ضحايا المواجهات الدامية التي تشهدها مدينة غرداية، ويتعلق الأمر بالشاب ق.ب، 35 سنة، أصيب على مستوى الرأس أثناء الاشتباكات بحي التوزوز، فيما توفي شخص ثان بسكتة قلبية بعد ما هاجم ملثمون بيته بوسط المدينة، كما خلفت مواجهات ثالث الأيام، منذ اندلاع أعمال العنف الخميس الماضي، إصابة أكثر من 85 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة، حالة خمسة منهم وصفت بالخطيرة، وأصيب 25 من أعوان الأمن في الاشتباكات المستمرة بين الجانبين بمحيط حيي ثنية المخزن وبن يزڤن. استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع بكثافة، فيما رد الشباب الغاضب من الطرفين بالحجارة وقارورات المولوتوف، متسببين في حرق 7 منازل بحي الثنية، وسجل ضمن أعمال العنف، إصابة طالبة جامعية وزميلها لاعتداء داخل حافلة نقل الطلبة بعد تعرضها لوابل من الحجارة من طرف أشخاص ملثمين. واستنفرت قوات الأمن من درك وشرطة منذ الساعات الأولى للصباح لمواجهة تلك المصادمات العنيفة التي انطلقت شرارتها بعد خروج تلاميذ ثانوية مفدي زكريا إلى الشارع لأسباب لاتزال مجهولة، فبدأت القوات المرابطة بالمكان بإخلاء الساحات العمومية وإغلاق مناطق العبور بين الأحياء التي شهدت قبل أيام أعمال العنف، ووسعت من انتشار القوات في مناطق متفرقة من المدينة. وكانت أعنف المواجهات في منطقتي ثنية المخزن وبن يزڤن، أين تدخلت قوات الشرطة بالغاز المسيل للدموع لتفريق جموع الشباب الغاضب، ووقعت مواجهات عنيفة بين الجانبين اللذين تبادلا الرشق بالحجارة، واستخدم عدد من الشباب الزجاجات الحارقة للرد على غاز الشرطة ما أدى إلى إصابة عدد كبير من رجال الأمن، تم نقلهم إلى مستشفى ترشين إبراهيم لتلقى العلاج، فيما أوقف مصالح أمن الولاية 13 شخصا خلال أحداث السبت ضبط بعضهم في حالة تلبس بالسرقة من محلات تجارية، كما شهد مبنى ولاية غرداية اجتماعا طارئا لقيادات الأمن، تسربت منه معلومات حول تحضير أجهزة الأمن المختلفة لحملة توقيفات واسعة ضد أشخاص ثبت تورطهم في أحداث العنف الدائرة بالمنطقة. وإلى غاية كتابة هذه الأسطر؛ كانت رقعة المواجهات آخذة في الاتساع، ومست منطقة سيدي اعباز، أين وقعت مصادمات ساخنة بين الشباب وقوات مكافحة الشغب، وتجددت المواجهات مساء، حيث تم غلق الطرق الرئيسية بشارع أول نوفمبر و5 جويلية، كما تم شل كلي لحركة المرور بالمدينة، ويعتبر حي ثنية المخزن من أكثر المناطق تضررا، بعد ما غادرت عائلات بيوتها خوفا من المحظور.
في وقت جددت فيه خلية التنسيق والمتابعة طلبها للسلطات بضرورة الضرب بيد من حديد كل من تسبب في جر غرداية إلى دوامة صراع أخذ صفة التناحر الطائفي، داعية جهاز الأمن إلى عدم التهاون في أداء واجبه تجاه من أسمتهم ب"البلطجية"، وخرج العديد من الأعيان والعقلاء عن صمتهم بعد ما وجهوا أصابع الاتهام إلى من أسموهم "شرذمة الشر التي لازالت تعيش بغرداية وتخطط لضرب استقرار الجزائر".