عاشت مدينة غرداية أعمال عنف جديدة في محيط محطة نقل المسافرين بوسط المدينة، منذ ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، وذلك على إثر وقوع مشادات حادة بين عدد من سكان الضاحية الشمالية لمدينة غرداية، لتبقى أسباب أعمال العنف هذه مجهولة وغير واضحة لحد الان. وأكدت مصادر مطلعة أن أعمال العنف تواصلت إلى غاية فجر ليلة أم، حيث تواصل التراشق بالحجارة بين الطرفين، مما استدعى تدخل قوات الأمن مع بدء المناوشات التي امتدت إلى مجرى وادي ميزاب. وأسفرت هذه الأحداث الثانية من نوعها خلال شهر عن عدد من الجرحى فاق ال 15 مصاب في حصيلة غير رسمية، وحالت إغماء بسبب الغازات المسيلة للدموع، نقل بعضها إلى مستشفى غرداية. وندد عقلاء غرداية من الطائفتين بما أسموه مسلسل الفتنة الذي ما ينفك تخمد ناره حتى تظهر في شكل أخر يقوده عدد من المحسوبين على المجتمع الغرادوي المتآخي، مطالبين السلطات بكشف ما يخطط له ضعاف الذمم من جز غرداية إلى مستنقع أحداث العنف. وتجدر الإشارة أن المدينة سبق لها وأن عرفت أعمال عنف من قبل تجار المنطقة ودلك بعد إضرابهم الذي حول بعض شوارع غرداية التجارية إلي شوارع أشباح في ظل تواصل قدوم التعزيزات الأمنية من الوحدات التدخل الخاصة بالشرطة، طيلة يوم أمس، وشددت قوات الأمن قبضتها على نقاط التماس في شارعي أول نوفمبر و5 جويلية، وشهدت ليلة الاثنين إلى الثلاثاء مناوشات أقل حدة بين شباب حي ثنية المخزن ومليكه. كما شهدت غرداية اشتباكات عنيفة بداية الشهر الجاري بين سكان حيين ينتميان إلى مذهبين إسلاميين مختلفين في المدينة، على خلفية نزاع قديم على مساحة أرض تضم مقبرة، كانت السلطات تعتزم إقامة ثانوية تعليمية عليها. وبحسب شهود عيان فإن أكثر من 37 شخصا، بينهم 16 عنصرا من الشرطة، أصيبوا بجروح خلال المواجهات التي اندلعت قبل يومين بين سكان حيين متجاورين، هما حي ثنية المخزن، وهم عرب ينتمون الى المذهب المالكي، وسكان قصر مليكة وهم أمازيغ ينتمون إلى المذهب الإباضي. وبدأت الاشتباكات عندما حاول سكان الحي المالكي هدم حائط بهدف الاستيلاء على قطعة أرض بزعم أنها إرث لهم، تقع داخل مقبرة تضم موتى لهم، وتدخل ضمن أوقاف الحي الإباضي. وتدخلت قوات الأمن بشكل سريع واستعملت القنابل المسيلة للدموع للفصل بين الطرفين المتنازعين، ووقف المواجهات التي أدت الى تفجير سياسة بعد إشعال النار بها وتحطيم سيارات أخرى، وتخريب محلات تجارية وممتلكات خاصة. وأمر والي ولاية غرداية بعقد اجتماع طارئ مع عقلاء المدينة، وعلماء المذهبين المالكي والإباضي، لبحث الفتنة الجديدة واحتوائها، وطالب عدد عقلاء مدينة غرداية وعقلاء السلطات بالتدخل العاجل لإيجاد حل عاجل ونهائي لقضية "المقبرة" التي تشعل فتيل الفتنة بين الإباضيين والمالكيين بين الفترة والأخرى. ويسود المذهب الإباضي الذي أسسه عبد الله ابن أباض في مدن ولاية غرداية ومنطقة بني ميزاب، ويتكلم الأمازيغ لهجة محلية تسمى "الميزابية".