من المتوقع أن تشكل مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها "فيسبوك" مجالا خصبا للمترشحين في الانتخابات الرئاسية المقبلة لنشر برامجهم والترويج لها للوصول إلى أكبر عدد ممكن من أصوات الناخبين. ويعد الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي لتحديد نبض الشارع حيال الأحداث المصيرية ومن بينها الانتخابات الرئاسية سابقة في الجزائر، بالنظر إلى عدم انتشار هذه المواقع على نطاق واسع في الجزائر خلال الانتخابات الرئاسية لسنة 2009. وتساهم هذه المواقع في رسم السياسات الداخلية للعديد من الدول خصوصا التي مرت بما يعرف بالربيع العربي من خلال الضغط الذي يمارسه الناشطون على الحكومات لتوجيهها نحو اعتماد أو تغيير سياسة معينة. وبدأت الحملة الانتخابية لرئاسيات 17 أفريل المقبل باكرا قبل استدعاء الهيئة الناخبة، على موقع "فيسبوك" بنشر بيانات والخطوط العريضة للبرامج الانتخابية للمترشحين استباقا لموعد الحملة الانتخابية والنزول إلى الشارع. ويعتمد مترشحو الرئاسيات على مواقع التواصل الإجتماعي لجس نبض الشارع ومعرفة رصيدهم الشعبي على المستوى المحلي. وسارع المتنافسون على رئاسة قصر المرادية إلى إنشاء صفحات خاصة على موقع "فيسبوك" للتواصل مع أنصارهم ومناضلي أحزابهم. ولم يكتف بعض المترشحين على غرار رجل الأعمال رشيد نكاز باستعمال موقع "الفيسبوك" للترويج لبرنامجه السياسي بل تعداه إلى جمع التوقيعات عبر الموقع الإلكتروني قبل سحب الاستمارات المخصصة لذلك من وزارة الداخلية. وحرص نكاز على حضور أكبر عدد ممكن من اللقاءات في القنوات التلفزيونية ومشاركة الحصص عبر مواقع "تويتر"، "فيسبوك" و"يوتيوب" مع شريحة كبيرة من مرتادي هذه المواقع. ويحتل "فيسبوك" المرتبة الأولى في الجزائر من حيث عدد المواقع الإلكترونية الأكثر زيارة حسب الموقع المتخصص في إحصائيات المواقع "أليكسا". وأنشأت الخلية الإعلامية للمترشح علي بن فليس صفحة خاصة بموقع "فيسبوك" لنشر نشاطاته والتعريف بسيرته ومساره السياسي وتبعها إنشاء العديد من الصفحات لحشد الدعم والتأييد من طرف المناصرين عبر مختلف الولايات، إضافة إلى موقع إلكتروني لمتابعة المستجدات واللقاءات التي يعقدها بن فليس. ولم يغفل رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور المترشح للرئاسيات دور مواقع التواصل الإجتماعي للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المؤيدين والأصوات يوم الاقتراع وبادرت خلايا الدعم عبر الولايات إلى إنشاء صفحات رسمية عبر موقع "فيسبوك" لطرح اسم بن بيتور كبديل لرئاسة الجمهورية للعهدة الرئاسية المقبلة. وكانت دعوات "فيسبوكية" لترشيح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للانتخابات الرئاسية المقبلة قد انطلقت منذ وقت طويل تجند لها نشطاء سياسيون جهروا بدعمهم للرئيس الحالي لعهدة رابعة في أكثر من مناسبة وعلى رأسهم رئيس حزب تجمع أمل الجزائر "تاج" عمار غول الذي كرس هامشا كبيرا من نشاطه عبر موقع "فيسبوك" للترويج لتمديد فترة بوتفليقة في رئاسة الجمهورية لخمس سنوات أخرى. وتعد مواقع التواصل الإجتماعي مقياسا حاسما في قياس شعبية المترشحين والتعريف ببرامجهم والترويج لها خصوصا مع إطلاق تقنية الجيل الثالث للهاتف النقال التي تمكن المترشح من إيصال رسالته بسرعة إلى المواطنين في انتظار الإنطلاق الرسمي للحملة الانتخابية.