للموسم الثاني على التوالي، احتفل الآلاف من المسلمات في العالم بما صار يسمّى اليوم العالمي للحجاب، المصادف لبداية شهر فيفري من كل سنة. وجاءت المبادرة من سيدة أمريكية من أصل بنغالي تدعى نظمت خان، قالت: إنها عانت كثيرا من النظرة الدونية وأيضا، النظرات الاستفزازية، منذ أحداث 11 سبتمبر إلى درجة أنهم صاروا يسمونها بالمرعبة والإرهابية وزورو والنينجا. وبعد مرور العاصفة قرّرت أن تجعل للحجاب يوما عالميا تستعين فيه بالكثير من الشخصيات المعروفة في كل بقاع العالم، لأجل التعريف بهذا اللباس والهدف من ارتدائه. وكانت قد حققت العام الماضي نجاحا كبيرا إلى درجة أن مسيحيات من كندا وإنجلترا قررن ارتداء الحجاب، رغم أنهن غير مسلمات بعد أن رأين فيه الحشمة الغائبة عن المجتمع الأمريكي. ومن بين النساء اللائي قررن تفعيل هاته المبادرة ومساعدتها ماديا ومعنويا، زوجة نائب رئيس نيجيريا السيدة آمنة سامبو وزوجة رجب أردوغان، التي اعتبرت المبادرة أشبه بالدعوة إلى الدين الحنيف. وساهمت في تقديم إعلان اليوم العالمي للحجاب بأكثر من أربعين لغة. وهو ما جعل الكثير من الفضائيات والمواقع الإلكترونية، تغطي الحدث وتعتبره من أهم التظاهرات الاجتماعية في العالم، بالرغم من أن منظمات أخرى راحت تحارب المبادرة، وباشرت في محاربتها من خلال الإعلان عن سنة كاملة للعري والإباحية وليس يوما واحدا، وبينما وجدت المبادرة الكثير من الصدى في دول إسلامية مثل الأردن وتركيا وأندونيسيا من أجل شرح الحجاب الحقيقي الذي ليس لباسا أو زينة مقننة، لم تقم أي جمعية في الجزائر بمسايرة هذه الاحتفالية، بالرغم من أن جمعية الإصلاح وحتى حركة مجتمع السلم كانتا في عهد الراحل محفوظ نحناح تقوم بالاحتفال بالشابات والمراهقات اللائي يرتدين الحجاب لأول مرة في حفلة ذكر وتنبيه. ومعروف في الجزائر أن الملاءة والحايك هي الحجاب القديم للجزائريات، ولكن أول بنات ارتدين الحجاب في منتصف السبعينات بشكله الحالي، هن البنات الثلاث اللائي تركهن المفكر الراحل مالك بن نبي وهن إيمان ونعمة اللتين ولدتا عام 1962 ورحمة التي ولدت عام 1963 من زوجته الثانية الجزائرية خدوجة، حيث ارتدينه وهن دون الثالثة عشرة، وبعد زواجهن من سوريين تنقلن للعيش في أمريكا، وتوفيت أحبهن إلى قلب مالك بن نبي الابنة رحمة عام 2002.