قال رئيس الحكومة الليبية السابق وزعيم تحالف القوى الوطنية، محمود جبريل، إن "انسحاب مصر والجزائر أعطى الفرصة للدول الداعمة تيار الإسلام السياسي للتأثير في مسار الأحداث، وهو ما أدى إلى الانحراف الذي نشهد اليوم تجلياته. ويقصد جبريل "انفراد" قطر وتركيا وإيران بدعم تيارات الإسلام السياسي في الدول التي شهدت ما يُعرف ب"الربيع العربي". وأفاد جبريل في حوار مسلسل يُنشر في صحيفة الحياة اللندنية، بداية من اليوم السبت، أن الجزائر اتخذت موقفا متحفظا من الثورة الليبية. وعن الوضع الحالي في ليبيا أقر المتحدث أنها (ليبيا) "خطرة اليوم على نفسها وعلى جيرانها"، لافتاً إلى أن استمرار المنزلق الحالي "يهدد وحدتها وسيادتها واقتصادها ويدفعها إلى التحول مشكلة أمن قومي للدول المجاورة". وحذر من "أن هناك من يخطط لاستعادة مصر عن طريق ليبيا"، لافتاً إلى تقارير تتحدث "عن تهريب الرجال والمال والسلاح" إلى داخل مصر. وكان جبريل يتحدث إلى "الحياة اللندنية" بمناسبة اقتراب الذكرى الثالثة للثورة الليبية التي تصادف 17 من الشهر الجاري. واتهم المتحدث السياسة الأميركية بازدواجية المعايير في التعامل مع الثورة الليبية، ورأى أن برنامجها الحقيقي كان دعم وصول "الإخوان" في مصر وليبيا وتونس على أمل أن يؤدي ذلك إلى "احتواء الإرهاب والإرهابيين". واعترف جبريل بأن قطر ساعدت الثورة الليبية لكنه لاحظ أنها عملت منذ البداية في خطين متوازيين، وأن تيار الإسلام السياسي كان حليفها الأول. وروى سلسلة من الوقائع تؤكد في نظره أن الدوحة سعت منذ البداية إلى تنصيب عبد الحكيم بلحاج (الأمير السابق للجماعة الإسلامية المقاتلة) قائداً لثوار ليبيا، وأن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر السابق، عارض علناً جمع السلاح من أيدي الثوار. وكشف جبريل أن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي استدعاه على عجل بعدما طالت المواجهات العسكرية، للنظر في مشروع حمله بشير صالح مدير مكتب القذافي، وأن رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني شجعه أيضاً على النظر فيه. وينص المشروع على تنحي القذافي، على أن يقيم في ليبيا تحت حراسة فرنسية، وأن يتولى جبريل الرئاسة لأربع سنوات يسمح بعدها لسيف الإسلام نجل القذافي بالترشح للرئاسة. وأكد جبريل أنه رفض المشروع بعد التشاور مع زملائه. كما كشف أن القذافي أعد خطة لتقسيم ليبيا إلى خمسة مناطق بعدما يئس من قمع الثورة، وأنه عثر على خريطة التقسيم هذه في مكتب رئيس وزرائه البغدادي المحمودي. وقال جبريل إن هيمنة السلاح أدت إلى حرف مسار الثورة وإطاحة نتائج الانتخابات النيابية كما أدت إلى إقرار قانون العزل الذي تسبب في إقصاء الدولة لا النظام. ولفت إلى أن وجود 21 مليون قطعة سلاح في البلاد وتزايد الاغتيالات والتفجيرات ينذر بإغراق ليبيا في صراعات جهوية وقبلية مدمرة. وتساءل كيف تمكن آلاف المسلحين الأجانب من دخول الأراضي الليبية في وقت كانت الدول الكبرى تراقب حدود هذا البلد. وتطرق جبريل في الحوار إلى سلسلة من الأحداث السياسية والأمنية.