أبدى أمس وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عدائية كبيرة اتجاه وزير المجاهدين محمد الشريف عباس، متجاوزا بذلك الأعراف الدبلوماسية الواجب الالتزام بها في مثل هذه المناسبات، خصوصا وأنه يتقلد منصب وزير للخارجية، وقال كوشنير أمس بالحديقة الرومانية بولاية تيبازة، ردا على سؤال "الشروق اليومي" حول موقفه من تصريحات وزير المجاهدين بأنه " لا يعرف عباس ولا يرغب في التعرف عليه" مضيفا أنه " لا يريد سماع هذا الاسم بتاتا " . أما بشأن أهداف زيارة الدولة التي تقود ساركوزي إلى الجزائر منذ يومين، فعبر كوشنير عن أمله " في أن تكون فرصة لتوطيد العلاقات بين البلدين ولإزالة الغموض الذي يكتنف بعض الجوانب التاريخية التي حالت دون تجسيد الصداقة الجزائرية الفرنسية". وأضاف رئيس الدبلوماسية الفرنسية بتيبازة على هامش زيارة الرئيس الفرنسي إلى الجزائر معلقا على الزيارة بأنها "بداية حوار ضروري". و أكد كوشنر أن الأمر يتعلق "ببداية حوار ضروري شرع فيه في جويلية الفارط و خلال الزيارات العديدة التي قام بها ساركوزي إلى الجزائر". و أوضح كوشنر أنه "يجب التحدث عن الذاكرات و مواجهتها (و كذا) الصعوبات في نطق كلمة استعمار" مشيرا إلى أن الأمر "عرف بداية حسنة".و بخصوص المحادثات بين رئيسي الدولتين أعرب رئيس الدبلوماسية الفرنسي عن "ارتياحه" لإجرائها في "سياق صادق من التفتح و الصداقة و الأخوة على الرغم من خوضه في مسألة الاعتذار وقوله " من يعتذر لمن " . تصريحات كوشنير التي خاضها مشيرا في الوقت ذاته الى أن الحديث عن الاعتذار يقود لتفاصيل أكبر تعكس ردة الفعل العنيفة الصادرة عن الوزير كوشنير، وانزعاجه الكبير من تصريحات وزير المجاهدين محمد الشريف عباس الذي تحدث عن "دعم اللوبي اليهودي الذي أوصل الرئيس ساركوزي إلى قصر الإيليزي"، ومن المعروف أن برنار كوشنير ذو أصول يهودية، كان أحد الذين وقفوا في صف الرئيس ساركوزي في حملة الرئاسيات الفرنسية أمام سلفه جاك شيراك، رغم أنه اشتراكي التوجه. ومن جهتها، تحفظت وزيرة العدل الفرنسية رشيدة داتي عن الخوض في الجوانب التاريخية المتعلقة بزيارة ساركوزي، واكتفت بالتعبير عن رغبتها في "زيارة الجزائر مرة أخرى نظرا لجمال طبيعتها الخلاب". سميرة بلعمري /ب بوجمعة