وصف رئيس الحكومة السابق احمد اويحيى وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير "بقليل الأدب والاحترافية" ردا على تصريحات أدلى بها هذا الأخير ضد وزير المجاهدين محمد الشريف عباس خلال زيارة الرئيسي الفرنسي نيكولا ساركوزي الأخيرة الى الجزائر. وقال أويحيى مدافعا عن الوزير الذي ينتمي الى حزب أويحيى، التجمع الوطني الديموقراطي، "محمد الشريف عباس أعلى من كوشنير، لقد برهن هذا عن قلة احترافية وقلة أدب" . وجاءت تعليقات أويحيى لتعيد الى الواجهة الجدل الإعلامي والسياسي الذي أعقب تصريحات وزير المجاهدين الشهيرة ضد الرئيس الفرنسي عندما قال أنه من صنع اللوبي اليهودي ولا يرتجى من عهدته الرئاسية خيرا للجزائر ولا اعتذارا لها عن الجرائم الاستعمارية. وكان أويحيى يجيب على أسئلة الصحفيين في حصة منتدى التلفزيون التي استضافته على المباشر مساء اول أمس السبت، وجاء السؤال يستغرب عدم اتخاذ حزب الأرندي في حينه أي موقف علني في الجدل الكبير الذي حركه أحد وزرائه في الحكومة وكاد يحدث ازمة دبلوماسية بين الجزائر وفرنسا، ولما سئل حينها كوشنير عن تصريحات وزير المجاهدين الجزائري قال بتهكم أنه "لا يعرفه" ، وقال البعض ان كلام أويحيى اول امس هو "استدراك متأخر" . ورفض أويحيى الخوض في تفاصيل مشروع التعديل الدستوري المرتقب ليسمح للرئيس بوتفليقة بالترشح لعهدة رئاسية ثالثة، وقال أنه ينتظر أن يقدم رئيس الجمهورية نص المشروع المقترح "وإلى ذلك الحين كل ما يقال هو لغط ومزايدات" ولما سئل إن كان مع تعديل يحصر الصلاحيات التنفيذية في الدولة في يد رئيس الجمهورية ويحول منصب رئيس الحكومة الى وزير اول منفذ لسياسات الرئيس، وهي رغبة بوتفليقة المعلنة، قال زعيم الأرندي ان "علاقة رئيسي الحكومة والجمهورية كانت دائما متوافقة دستوريا منذ سنة 1989" . وفي الجانب الاقتصادي انتقد أويحيى اداء الحكومة وقال أنها لا تحسن استغلال المقدرات المالية الهائلة للبلاد المتأتية من مبيعات المحروقات، وعندما تحدث عن الأسعار المرتفعة في سوق الاستهلاك الغذائي، ومنها الزيت، قال هناك خيارات وحلول اقتصادية كثيرة ممكنة لتجاوز الأزمة مع السيولة المالية المتوفرة، و من ضمنها كشف أن للجزائر مديونية قديمة هامة لم تسددها بعض الدول الإفريقية، يمكن استغلالها لأجل اكتساب أراضي في هذه الدول لزراعة نبات السوجا المستعمل في استخراج زيت المائدة، عن طريق استثمارات عمومية للدولة، وكشف أنه كان هناك اقتراح من هذا القبيل نهاية التسعينيات لكنه ضاع وسط التحولات التي أعقبت تلك المرحلة عبد النور بوخمخم