المحكمة الفيدرالية بواشنطن أيدت موقفهم رفض السجناء الجزائريون مغادرة غوانتانامو، وترحيلهم باتجاه الجزائر ،حسب ما أكدته منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان " هيومن رايتس واتش " ، في مقابل هذا الرفض ،أصدرت المحكمة الفيدرالية بواشنطن قرارا يوم الأربعاء الفارط تحظر فيه وتمنع بقوة القانون ترحيل هؤلاء السجناء عنوة ،وبدون إرادتهم . وحسب ما جاء في بيان منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان " هيومن رايتس واتش " فإن رفض السجناء الجزائريين مغادرة غوانتانامو وترحيلهم الى الجزائر نابع من خوفهم من تعامل السلطات الأمنية الجزائرية مع ملفاتهم ، وإمكانية تعرضهم الى التعذيب ، وقد عبر السجناء الجزائريين الذين تجاوز عددهم 25 سجينا من أصل 50 عن رفضهم صراحة مغادرة السجن الواقع بالقاعدة البحرية الأمريكية بكوبا والاتجاه نحو الجزائر، منتهجين بذلك نهج الدفعة الأولى المرحلة ،والتي كانت تضم الجزائري فتحي بوستة الذي اختار ألبانيا وجهة لترحيله ،عوض الجزائر . ويضيف نفس المصدر انه ينتظر أن تبث المحكمة العليا ،في قرار المحكمة الفيدرالية في الأيام القليلة القادمة حتى يصبح القرار نافذا ، وغير قابل للطعن فيه وبذلك تتوسع دائرة احتمال عدم ترحيل السجناء الجزائريينبغوانتانامو في ظل عزم الولاياتالمتحدة غلق هذا السجن ، ومعلوم بأن رفض السجناء الجزائريين الترحيل ، يكون قد وجد سنده القانوني عندما نطقت قاضية المحكمة الفيدرالية بواشنطن " قلاديس قيسلار " الأربعاء الماضي بقرارها القاضي " بمنع ترحيل أي معتقل من غوانتانامو الى دولة معروفة أو عرفت لوقت مضى بممارسة العنف على السجناء". و معلوم أن الجزائر من الدول التي صادقت على معاهدة منع استعمال العنف الجسدي أو التعذيب ضد السجناء في الوقت الذي قامت الإدارة الأمريكية بسن قانون جديد يسمح باللجوء الى القوة عند استجواب الأشخاص الموقوفين في ما يعرف بقضايا مكافحة الإرهاب. وليست المرة الأولى التي يرفض فيها سجناء غونتاناموا الترحيل باتجاه الجزائر بسبب التخوف من التعذيب ، إذ أن قد سبق للجزائري أحمد بلباشا المعتقل في غوانتانامو، أن طلب من السلطات الأمريكية تمكينه من حق اللجوء السياسي، كحل أخير للحيلولة دون ترحيله إلى الجزائر .وهو الرفض الذي جعل" منظمة ريبريف " تعاود تقديم طعن جديد للمحكمة العليا لمنع ترحيل بلباشا إلى الجزائر"، من خلال " تقديم طعون متعددة، تضم إحداها طلبا باللجوء السياسي لفائدة بلباشا. وكانت الخارجية البريطانية قد طلبت منذ مدة ترحيل خمسة معتقلين من بينهم الجزائري عبد النور سمور إلى أراضيها، غير مهتمة بملف أحمد بلباشا رغم أنه أقام فوق أراضيها بصورة قانونية، ويبرز في هذا الإطار حجم التنسيق بين الإدارة الأمريكية ونظيرتها البريطانية وفي وقت تم فيه ترحيل بلباشا الى ألبانيا كانت قد وافقت الحكومة الأمريكية على ترحيل أربعة من معتقلي غوانتانامو بينهم الجزائري عبد النور سمور استجابة لطلب بريطاني . وفي انتظار قول المحكمة العليا الأمريكية لكلمتها بخصوص رفض السجناء الجزائريين ترحيلهم من سجن غوانتانامو، كانت الحكومة الأمريكية قد استجابت منذ حوالي شهر لطلب تقدم به وزير الخارجية البريطاني دافيد كيلباند لنظيرته الأمريكية كوندوليزا رايس، مضمونه الإسراع في الإفراج عن خمسة معتقلين في غوانتانامو أقاموا بصورة قانونية فوق تراب المملكة . وبمضمون القرار الجديد للمحكمة الفيدرالية، تكون حالة الغموض التي كانت تخيم على وضعية الجزائريين المعتقلين في السجن الأمريكي بالخليج الكوبي. سميرة بلعمري