قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة أن المنامة تقف مع السعودية والإمارات في تصديهما لمخططات "الإخوان المسلمين"، على ما أفادت وكالة أنباء البحرين. وأكد أن بلاده "تتصدى للجماعة وتهديدها الإرهابي الواضح لاستقرار السعودية والإمارات ومصر، وتعده تهديداً للبحرين ولأمنها"، مشدداً على أنها "ستتعامل مع أي تهديد مماثل بالأسلوب ذاته". وأوضح أن "ما يمس أمن واستقرار السعودية والإمارات هو مساس مباشر بأمن واستقرار البحرين والعكس صحيح، ومن يعاديهما هو بلا شك عدونا". ورداً على ما نسبته إليه إحدى القنوات التلفزيونية، أوضح أنه لم يقل إن جماعة الإخوان ليست إرهابية وأضاف: "هذا ما قلته في المؤتمر الصحافي في إسلام آباد، وهو واضح ولا يحتمل التأويل، وأنا مسؤول عما قلته وأوضحته اليوم، ولست مسؤولاً عما أوردته قنوات الإعلام من تأويل وتفسير خاطئ لكلامي". وزاد إن "حركة الإخوان المسلمين عالمية لها نهجها الواحد، والتعامل معها هو بحسب قانون كل دولة وما تلتزم به من اتفاقات". إلى ذلك، اعتبر عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي الدكتور عبد الله العسكر أن التصريحات البحرينية "أمر مسلم به لأن الدول الثلاث، السعودية والإمارات والبحرين، تتفق في قضايا الأمن، ولديها نظرة واحدة إلى هذا الملف، وتصريح المنامة يؤكد ذلك". وشدد على أنه "مطمئن إلى الأمن الخليجي حتى في ظل اختلاف وجهات النظر مع قطر"، موضحاً أن "تعرض أي دولة خليجية للخسارة لن يكون قاصراً عليها وحدها، بل سيعم دول الخليج كافة، وبالتالي من مصلحتها ومن ضمنها قطر أن تتبنى أطروحات سياسية وأمنية متشابهة، خصوصاً تجاه القضايا الإقليمية، مثل قضية الحوثيين في اليمن، أو التهديد الإيراني للبحرين، أو تهديد الجماعات الإسلامية المتطرفة أمن بعضها، لذلك سيكون من الغريب جداً عدم تطابق وجهات النظر الخليجية تجاه هذه القضايا". من جهة اخرى، اعتبر رئيس مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية الخبير الأمني المصري اللواء سامح سيف اليزل، أن القرار يعد ضربة جديدة لجماعة الإخوان المسلمين، مضيفاً أن الموقف البحريني موقف عربي ووطني ليس بجديد على العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، والحكومة البحرينية التي عُرفت دائماً بمواقفها المسؤولة تجاه القضايا التي تمس الخليج أو المنطقة العربية. وقال: "ما جاء في تصريح وزير خارجية البحرين يتماشى مع استراتيجية خليجية - مصرية حالية لمجابهة الخطر المشترك الموجه لهذه الدول من خلال محاولات التأثير في أمنها القومي بواسطة جماعة الإخوان، ومن يساندها من تيارات إسلامية راديكالية متطرفة تعمل على استهداف هذه الدول ومواطنيها في محاولة لقلب أنظمة الحكم بها، والقفز على السلطة من دون مراعاة لحرمة هذه الأوطان وقوانينها وقادتها على مر التاريخ". ودعا البحرين إلى "توخي الحيطة والحذر خلال الفترة المقبلة"، مشدداً على أن "الخلايا النائمة في البحرين - وبعضها على علاقة قوية بإيران ونظامها - ربما تتلاقى أهدافهم مع أهداف الجماعة في التحريض وزيادة الضغوط على الدولة في محاولة للتأثير في الاستقرار الأمني والاجتماعي للمنامة، لذا فمن الضروري على الأمن البحريني أن يشدد إجراءاته لمواجهة أية محاولات للعبث بالأمن القومي البحريني خلال الفترة المقبلة".