كتبت صحيفة غارديان البريطانية أن الخطط التي تقودها السعودية لتعميق التكامل الإقليمي بين دول الخليج العربي لتحدي إيران صارت موضع شك بعد الفشل في إعلان اتفاقية اتحاد متوقع بين السعودية وجارتها البحرين. وقالت الصحيفة إن الآمال كانت عالية قبيل قمة خاصة لدول مجلس التعاون الخليجي الست عقدت أمس الاثنين في العاصمة السعودية الرياض، لكن القرار أُجل حتى الاجتماع المقبل للمجلس في ديسمبر القادم. ومن جانبهم حذر برلمانيون إيرانيون من احتمال أن تزيد تلك الخطط من عدم الاستقرار في الخليج العربي. وكخطوة تمهيدية أشارت السعودية والبحرين إلى استعدادهما للإعلان عن اتحاد ثنائي لكن حتى هذه الخطوة المحدودة فشلت في أن تصير حقيقة. وأشارت الصحيفة إلى انتقاد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل "للتحرشات" الإيرانية بسبب الجزر الخليجية الثلاث المحتلة التي تطالب دولة الإمارات العربية المتحدة بأحقيتها فيها. وحذر من أن تهديدات طهران غير مقبولة. وأضافت أن إيران كثيرا ما تُتهم أيضا بدعم المعارضة "الشيعية" في البحرين. وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني إن كل الدول الأعضاء في المجلس ستوقع على سياسة دفاع مشتركة عندما تلتقي في المنامة في ديسمبر. لكن دولتي الإمارات وعُمان، اللتين لم يحضر قائديهما قمة الرياض، بدتا متحفظتين. وقيل إن قطر والكويت لديهما اعتراضات أيضا. وقالت غارديان إن خطط الاتحاد السعودي البحريني كان قد جرى الحديث عنها بين الحكومتين منذ العام الماضي، عندما تدخلت قوة خليجية بقيادة سعودية في البحرين للمساعدة في إخماد الاحتجاجات المنادية بالديمقراطية. ومن جانبه قال عاهل البحرين حمد بن عيسى آل خليفة إن الاتحاد الخليجي المقترح كان "ردا على التغيرات والتحديات التي تواجهنا على الجبهتين الإقليمية والدولية". وقالت الصحيفة إن طبيعة هذا الاتحاد ما زالت غير واضحة. لكن وزيرا بحرينيا قال بإمكانية أن يكون مثل نموذج الاتحاد الأوروبي. وأشارت الصحيفة إلى أن مجلس التعاون الخليجي لم يحقق إلا القليل جدا فيما يتعلق بالوحدة الإقليمية خلال ثلاثين عاما. والمخاوف من هيمنة سعودية جمدت بالفعل خطط عملة خليجية واحدة. وليست جميع الدول الست الأعضاء في المجلس متحمسة بشأن الاتحاد، كما قال المحلل السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله. وقالت الصحيفة إن مقترح الاتحاد السعودي البحريني أدانته المعارضة البحرينية بغضب. ونقلت تحذير زعيم جمعية الوفاق البحرينية المعارضة علي سلمان من أن أي تحرك في هذا الاتجاه ينبغي أن يُعرض في استفتاء على جميع دول مجلس التعاون الخليجي. وتفسر الاحتجاجات البحرينية هذا الاقتراح بأنه وسيلة لتوحيد مملكتين "سنيتين مدعومتين من الغرب" للتعاون معا في سحق المعارضة "الشيعية" وتحدي إيران. وفي طهران هاجم برلمانيون خطة الوحدة وقالوا إنه "يجب على حكام البحرين والسعودية أن يدركوا أن هذا القرار غير الصائب سيعزز فقط تصميم الشعب البحريني ضد قوات الاحتلال". ووقع هذا الخطاب 190 عضوا من مجموع 290، وحذروا أيضا من أن "الأزمة في البحرين ستنتقل إلى السعودية وستدفع المنطقة نحو عدم الاستقرار".