استمرارا للحلقات المنشورة سابقا للراقي الشهير أبو مسلم بلحمر، ارتأت "الشروق" أن ننقل شهادات حية لمرضى أصيبوا بطلاسم السحر والشعوذة، وأشرف على علاجهم الشيخ بلحمر ونجح في ذلك بمشيئة الله وقدرته. الغيرة هدمت مستقبل بناتي اخترنا أن تكون وجهتنا الأولى منزل البنات الثلاث المنحدرات من ولاية البليدة، إنهن منى ذات ال25 ربيعا، ومايا ذات ال22 ربيعا، ونهى في ال17 سنة، انقلبت حياتهن رأسا على عقب في آخر حفل زفاف حضرنه، حين سُرق قميص البنت الكبرى منى بالعرس وربط بشجرة ثم وضع في مزبلة وبعدها نقل إلى أحد الوديان النجسة، بهدف الغيرة والحقد الذي سكن إحداهن واستهدفتهن انتقاما، وقامت بسحرهن حتى لا يتزوجن ويبتعدن عن الدراسة، كما عمدت النفس الشريرة إلى محاولة ارتكاب جريمة قتل بالاستعانة بجني. أوّل محادثة كانت مع أم البنات الثلاث، التي رحبت بنا كثيرا واستحسنت فكرة نقل معاناتها للقارئ، بدت الأم جد متأثرة وهي تروي لنا معاناتها مع السحر والشعوذة الذي هدم حياة بناتها الثلاث في فترة لم تتعدّ الأربعة أشهر، حين ظهرت أعراضٌ على بناتها لم تعتقد يوما أنه سحر، تسرد الأم تفاصيل أعراض مرض بناتها الذي كان في البداية عبارة عن آلام في الرأس والظهر والبطن، ولا يقوين على النهوض من الفراش وتحوّلن إلى معاقات حركيا، ثم رفضن الاستمرار في الدراسة، تضيف الأم: قمت بعرضهن على الأطباء حين أصيبت إحداهن باحمرار وحكة حادة لكن دون جدوى، وجلب رقاة لندرك أن بناتي سُحرن، تتنهد الأم وتقول: حسبنا الله ونعم الوكيل، عرضتهن على رقاة العلاج بالطاقة، حقيقة أن المرض خف عنهن، لكنه ازداد بعدها تأزما.
زجاجٌ وشوك وشعر بطول 20 سم فلذات كبدي كن يتحدثن ولا ينمن الليل بطوله إلا بعد صلاة الفجر، الخوف كان يسكنهن حين يلازمهن جني في كل ركن من أركان المنزل وأينما التفتن، حتى أنهن صرن لا يتوجهن إلى المرحاض لقضاء الحاجة إلا بحضور والدهن، لأن الجني كان يجول في كل مكان، تضيف الأم أن مايا كانت تحس دوما بضيق في التنفس وبشيء عالق في صدرها تنام جالسة طوال الليل، أما نهى أصغرهن فكانت كلتا يديها ساكنتين لا تتحركان مصابتين بالاحمرار الشديد على شكل "إكزيما"، في حين أن الأكثر تضررا هي أكبرهن منى التي كانت تحس بحرقة شديدة وحكة إلى درجة البكاء والصراخ، وحين كانت تقوم بحك كلتا يديها مع بعضهما البعض يخرج منهما الزجاج الأبيض والإبر والشوك من نوع "التين الشوكي" وشعر بطول 20 سم على حسب طول شعرها، فتستعمل الملقط لنزعه فيخرج الدم، محدثا ثقوبا في يدها، فتقوم بتجفيف الدم باستعمال مناديل أو ضمادات دون اللجوء إلى القطن الذي يلصق بيدها، ثم تكرر العملية بألم شديد كل ساعة أو ساعتين.