تواصل أم البنات الثلاث سرد تفاصيل إصابة فلذات كبدها بالسحر والمس الجني، الذي حوّل حياتهن إلى جحيم رغم أنها جلبت رقاة من مختلف الولايات، تتحسر الأم وتقول: بناتي سكنهن أكثر من جن يهودي، فابنتي كانت تنزع الشعر من يدها باستعمال الملقط وهي تتألم وتبكي وكان طوله مابين 10 إلى 20 سم لونه أبيض، وزجاج وشوك التين الهندي، الذي يترك آثاره بمجرد نزعه في كلتا يديها محدثا لها ثقوبا عميقة والدم لا يتوقف حتى وإن قمت بتجفيفه باستعمال الضمادات أو المناديل، لينتقل الجني إلى الأخت الوسطى التي تصاب بحكة واحمرار وكأن جسمها تم حرقه، كما تظهر آثار بثور على ظهرها ووجهها، وتحس بآلام شديدة على مستوى البطن والظهر، في حين تبقى كلتا يديها مطويتين دون حراك وتتحول في رمشة عين إلى شخص معاق حركيا.
وتواصل الأم سرد معاناة بناتها قائلة: بمجرد أن تخف الآلام عن البنت الوسطى ينتقل الجني إلى الكبرى التي كانت دوما تحس أن يدها بها مرض "الإكزيما" إلى درجة تقسم يديها وكأن شخصا أمسك بسكين وقام بإحداث ضربات عليها وبإصبع رجلها الأكبر يخرج الدم دون انقطاع. تروي الأم أن بناتها جميلات ومؤدبات، ثم تصمت... وتعاود طرح سؤال: "ابنتي مايا ذات 22 ربيعا وُضعت لها "تمريضة" حتى تموت، أنا في حياتي لم أقم بإذاية شخص، من قام بسحرهن هدفه الغيرة والحسد مني ومنهن"، وتؤكد أنها هي أيضا تعرضت للسحر فصارت لا تنام الليل بطوله، ولا تعمل كونها فنانة تجيد الرسم على الحرير والتطريز ورسم لوحات فنية، لكنها وجدت كلتا يديها مقيدتين ورجلاها لا تقوى على حملها للخروج وقضاء مستلزمات بيتها، كما أصيبت بالنسيان وأهملت منزلها العائلي وتحولت إلى كثيرة النوم بعد أن اجتاحها الكسل والخمول، وتقول "أحمد الله أن زوجي متفهم وهو متيقن أني لست في حالتي الطبيعية". الهلع والخوف سكن الأسرة الصغيرة، مايا ونهى امتنعتا عن الدراسة بعد أن كان مقررا أن تجتاز البنت مايا امتحان البكالوريا ونهى شهادة التعليم الأساسي ضاعت أمالهما وأحلامها مع تحكمات الجني، فكانت نهى تصل إلى غاية الباب الخارجي للمنزل وتعود مهرولة وهي تبكي لأنها لا تتمكن من الرؤية بسبب الظلام الحالك الذي يخيّم على عيونها، في حين أن البنت البكر كونها متزوجة وأم لطفلة بصعوبة كبيرة صدّقها زوجها الذي رفض مرضها في البداية وبعده تأقلم مع حالتها المزرية. وتضيف الأم: حين جلبت الرقاة تبين لي أن الأمر ليس بيد الأطباء، بل هو مس وسحر من جن قال عنه الرقاة إنه يهودي الأصل والفصل، فبمجرد أن يقوم الراقي بتلاوة آيات من القرآن الكريم تروي لنا مايا من قام بسحرها ومن قام بإذايتها ماذا فعلوا بها، فالسحر وضع لهن في الملبس والمشرب وفي أحذيتهن وفي لباس السهرة الذي حضرت به حفل آخر زفاف، هكذا أخبرت ابنتي الراقي بالسحر والساحر. يتبع