هدايا ولكنها طلاسم ؟؟ هدايا المناسبات أو ما ارتأينا أن نطلق عليها اسم يتناسب وما سمعناه من روايات واقعية، ولكنها أقرب جدا إلى الخيال بالهدايا المفخففة، فالسحرة يبتزون الأموال ويفسدون العقول والعقيدة، ويأتون بأمور تخالف الشّرع والدين، فحذاري لمن يكنّون الكره والضغينة للبعض من الأبرياء بسبب الغيرة.. * * وما الحياة الدنيا إلا متاع زائل والآخرة مأوى الجميع فويل لهم من عذاب يوم الدين. * ولقد أصبحنا نسمع الكثير من القصص أو بالأحرى الحوادث الغريبة التي من المستحيل على العقل البشري تقبله أو أي منطق على آخر عن قصص السحر والشعوذة في بلادنا المعروف بالحب المتبادل والإخاء ..، وفي سابقة هي الأولى من نوعها والأخطر في تاريخ السحرّ، حدثت بعض الوقائع التي اقشعرّت أبداننا بمجرّد سماع حيثياتها من طرف بعض الضحايا، وتهدف في الأساس هذه الأعمال الخبيثة لتدمير الشباب الصاعد والتسبب في جنونه، أو تعرضه لأمراض كانت سببتها له المسممات المتنوعة كالسحر، وتفشت هذه الظاهرة بشكل مخيف في الآونة الأخيرة، حيث تم القبض على العديد من الدّجالين والسحرة من طرف الأمن في مختلف مناطق الوطن وزجّهم في السجن بتهمة الأذية المباشرة للغير، وحسب بعض الشهادات الحيّة من ضحايا السحر والشعوذة الذين التقت "الشروق اليومي" البعض منهم أنّ هذه الظاهرة قد أصبحت كابوسا يأرق حياتهم ليلا ونهارا، حيث أضحوا لا يأتمنون أحد على أنفسهم ولا على أولادهم، لأن المفاجئة حسبهم هي اكتشافهم للمتسببين الرئيسيين في إيذائهم من الأقارب والأحباب، لم نستغرب أثناء سماعنا قصتهم، إلاّ أننا وقفنا بلا حراك من الدهشة والذهول، عند ذكرهم المكان الذي وجدوا فيه السّحر المعمول، حيث وجد داخل وسادة كانت قد قدمتها له إحدى المقربات من العائلة بمناسبة احتفالها بنجاح ولدها في شهادة التعليم الأساسي. * وقد حدثتنا عائلة (ه) بالعاصمة أنها اكتشفت الحرز بعد مرور 04 سنوات من نجاح الطفل (أسامة) الذي ومنذ ذلك الحين، وهو على غير عادته، إذ وحسب ما سردته عائلته قد أصبح عنيفا مع كل من يتحدث إليه وأصبحت تلك الوسادة هي المفضلة لديه، فقد أصبح لا يعرف النوم الهنيء دون أن يتوّسدها، ولكن المؤسف في الأمر هو وبالرّغم من اجتهاد الفتى على مدار السنة الدراسية وسهر الليالي لمراجعة الدروس، إلاّ أنه وعند إعلان النتائج يكون من الراسبين، دون معرفة السبب، ولأن الله موجود سبحانه لا شريك معه حسب عبارة الوالدة فإنه في العام الثاني من اجتياز ولدها لشهادة البكالوريا كان ولحسن الصدفة والده في تربص لمدة 09 أشهر بمنطقة الجنوب الجزائري، ولم يكن يزور العائلة إلاّ مرة كل 03 أشهر، وقد ارتأت الأم أن ينام أسامة برفقتها أثناء غياب والده، هنا لم يستعمل الوسادة طيلة العام الدراسي وكانت المفاجئة أنه تحصل على شهادة البكالوريا وبتقدير جيد جدا، وتغيرت طباعه العنيفة إلى الأحسن، وذكرت الوالدة (ف) أنها في أحد الأيام قامت بتنظيف المنزل وغسل الأفرشة، بما فيها تلك الوسادة الملعونة التي وأثناء غسلها وجدت في قلب الصوف حرزا ملفوفا بالقماش، حيث صرخت مندهشة لما وجدت، وأفزعت معها كل العائلة بالصراخ والبكاء، قائلة "ربي وكيل اللّي خدع وليدي"، وبسرعة اكتشفت صاحبة هذه الهدية ألا وهي ابنة عمها التي لا توجد بينهما أي خلافات، وقد قامت الأم بأخذ الحجاب لصاحبته أين أرتها إياه، فكان جوابها أنه لا علاقة لها به، بل أمها هي من وضعت هذا الحرز، هنا وكلت الضحية الله على الجاني وعادت أدراجها في حالة من الذعر والدهشة. * قصة قريبة من سابقتها حدثت للأنسة (ن)، التي تعرضت للسحر من طرف زوجة أبيها التي لم تشكّ يوما أن تكنّ لها شيئا من الحسد، لأنها لا تريها من الأمور إلاّ الجميل، والقصة أنها وعند تحصلها على شهادة البكالوريا، كانت في منتهى الفرحة والحماس لمواصلة الدراسة، ولكن جاء ما يفسد كل ما بنته من أحلام وكانت (ن) قد تعرضت للسحر من طرف هذه الأخيرة، التي وضعته لها داخل عمود السرير الحديدي الذي كانت تنام عليه (ن)، حيث لا يمكن لأي جن من المخلوقات التفطن لمكانه... وبعدها بدأت تظهر على البنت أعراض المرض، حيث هزلت في وزنها وبدأت تصرفاتها تتغير من فتاة متفتحة على الآخرين إلى فتاة منطوية، والمشكل أنها رفضت التسجيل في الجامعة ومواصلة الدراسة التي لا طالما حلمت بالالتحاق بها، إلى أن قامت خالتها بأخذها معها ودفعها إلى أن تتدارك دراستها، لكن دون جدوى، وقد قامت الخالة رفقة أبيها بأخذها إلى راق معروف بولاية تيزي وزو الذي استطاع على حد قول الخالة أن ينتزع منها السحر وكشف المكان الذي دسّ فيه وصاحب العمل المخزي، حيث قال لهم أن المجرم امرأة وهي تربي طفلا صغيرا، وكانت الفاجعة أنها زوجة الأب التي لم تريها من شرّها سوى الأشياء الحسنة، وقامت بعدها الخالة وبشهادة أفراد العائلة والوالد بنزع الحرز من السرير، حيث وجدت حرزا من القماش وورقا مكتوب بخط غير مفهوم مع القليل من شعرها، وأخذوها إلى راقٍ شرعي فتحسنّت بعدها وباشرت دراستها مجددا، ولكنها قالت أنها لن تؤمن على نفسها من أي مخلوق كان، فقد غابت الثقة بعدما أصبح الأقارب يكنوّن الغيرة والحسد لأقربائهم حتى الأذية. * وفي ذات السياق تعرّضت الشابة (ح. ل) من خميس مليانة للسحر مباشرة من طرف ابنة عم والدها (ز) التي وبمجرّد سماعها أنها نجحت في امتحان البكالوريا، حتى ذهبت لتهنئها، ولكن بطريقتها الخاصة، حيث طلبت من إحدى البنات إحضار خيط أسود لتخيط به حذائها، ولكن لم يكن ذلك سوى خدعة منها حيث استغفلت العائلة وقامت بنزع فستان (ح) من الخزانة وأخاطت كم الفستان وذهبت.. ولحسن الحظ أنهم تفطنوا للفستان الذي وجدوه مرميا على الأرض فأدركوا أنها الفاعلة، وحسب ما قالته إحدى أخواتها أن الجانية أي ابنة عم والدها هي عجوز تصلي، ولكن معروف ترددها على المشعوذين والدجالين. * وفي رأي الدين والشريعة أجاب الأستاذ مصطفى أكرور أن: * مثل هذه الأعمال تثبت مدى جهل الناس بالرغم من مستوياتهم الدراسية، حيث أن العديد منهم ، ينسى أنه لا يعلم الغيب إلا الله، وفي مثل هذه الحالات العمل بالسحر مراده أذية الناس في صحّتهم، وهذه من أعمال الشيطان والعياذ بالله، وبالرغم من أن صلة الرحم معلقة بصلة الرحمان وهي من أعظم الصلات فقد وصف الله من قطعها بالفاسدين وهم إخوة الشياطين. * ومسألة السحر أضاف الأستاذ: "من أكبر الكبائر، حيث ذكر الله منها: قتل النفس والشرك والسحر، فهذا الأخير من الكبائر ولابد على الجاني التوبة إلى الله تعالى الذي قال في كتابه: "وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا..."، إذا يجب عليهم أن يتوبوا إلى الله والعودة إلى رشدهم والكف عن إيذاء الناس، فقد و ضع الله العديد من السبل والحلول الموجودة، وهي منتشرة في كتب السنة، فلا يجب إيذاء الناس عن طريق استحضار الجن والعمل بالسحر * ومن أخطر الأمور أن يتصل الإنسان بالكهنة والسحرة، ومن كلام المولى عزّو جلّ قوله:"ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء..". * والنصيحة هي عدم تصديق هؤلاء الناس فهم يستغفلونهم من أجل أكل أموالهم بالباطل لسخافتهم وجهلهم. * لهذا أقل أنه يجب على الناس أن ينتبهوا لمثل هذه الأعمال، لأن المؤمن لا يلدغ من جحره مرتين، والساحر لا يمكن أن يفلح في حال من الأحوال"ولا يفلح الساحر حيث أتى" ومن ابتلي بالسحر فعليه أن يعالج نفسه بالقرآن الكريم، مثل قراءة الكرسي وأواخر سورة البقرة وأن يستعين بالمعوّذتين والإخلاص، بالإضافة إلى الأدعية الواردة في مثل هذه المواضيع التي من بينها هذا الدعاء الوارد عن النبي (ص):"أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه ومن شرّ عباده... فمن اعتمد على القرآن نجى وحفظ نفسه من السحر بإذن الله تعالى".