استعرض ممثلو الدول الأعضاء بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة صورا فوتوغرافية لجثث عدد من المعتقلين، يقال إنهم وقعوا ضحية للتعذيب من قبل قوات النظام السوري. ويبدو أن الصور، التي أوردت التقارير، قيام أحد المنشقين عن القوات النظامية بتهريبها، تحمل دليلا على حدوث بعض الانتهاكات الإنسانية، بما في ذلك تعرض المعتقلين للضرب والخنق والتجويع لفترات طويلة. وكانت تلك الصور ظهرت لأول مرة في شهر جانفي الماضي، وذلك في تقرير تقدمت به دولة قطر التي تدعم المعارضة السورية. إلا أن الحكومة السورية من جانبها نفت صحة التقرير وشككت في مصداقيته. وكانت فرنسا، التي تطالب المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في الجرائم ضد الإنسانية، قد دعت إلى عقد هذه الجلسة لاستعراض الصور فيها. إلا أن روسيا، وهي الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد، تمتلك حق النقض "الفيتو" لرد ذلك الطلب. وقال سفير فرنسا إلى الأممالمتحدة جيرارد آرود إن الصمت كان يخيم على أعضاء المجلس أثناء عرض تلك الصور الثلاثاء. أما سامانثا باور، سفيرة الولاياتالمتحدة إلى الأممالمتحدة، فقالت: "تحمل هذه الصور الشنيعة لجثث عليها آثار الضرب والخنق والتجويع، دلالات تشير إلى أن نظام الأسد يقوم بعمليات تصفية ممنهجة وواسعة النطاق". ويعتمد التقرير، الذي قدمه ثلاثة ممثلين سابقين للادعاء في قضايا جرائم الحرب، على وقائع سجلها ضابط شرطة عسكري منشق، يطلق عليه اسم "قيصر"، حيث تردد عنه أنه قام مع آخرين بتسريب ما يقرب من 55 ألف صورة رقمية تصور ما يقارب الأحد عشر ألف جثة لسجناء سوريين. وقال "قيصر"، وهو الضابط السوري المنشق الذي سلّم الصور، إن مهمته كانت تتمثل في التقاط الصور للجثث، حتى يتسنى استخراج شهادات وفاة رسمية لها من جهة، ومن جهة أخرى حيث يجري التأكد من تنفيذ أوامر الإعدام، بيد أنه لم يشر إلى أنه حضر بنفسه عمليات قتل أو تعذيب من تلك. وتغطي الصور المدرجة في التقرير الفترة ما بين بدء الانتفاضة السورية في مارس عام 2011 وحتى أوت من العام الماضي. وكانت غالبية الصور التي عرضت في الجلسة لجثث رجال، بدا بعضهم وقد سملت أعينهم، كما ظهرت على البعض الآخر علامات صعق بالكهرباء. ونقلت وكالة "أسوشييتيد بريس" الأمريكية للأنباء عن وزارة العدل السورية قولها إن تلك الصور والتقرير المرفق بها، "تفتقر إلى الموضوعية والحرفية". إلا أن ديفيد كرين، المدعي العام السابق بالمحكمة الخاصة بسيراليون وأحد القائمين على التقرير، أكد على أن هذه الصور "موثوق بها أمام القضاء"، وذلك بالإضافة إلى الشاهد نفسه. ومع أن الصور التي سربها "قيصر" يبدو أنها ستقدم دليلا على ارتكاب النظام السوري لجرائم حرب، إلا أن كلا من أرود وكرين يؤكدان على ارتكاب قوات المعارضة لجرائم أيضا.