ساد توتر شديد أرجاء المسجد الأقصى المبارك في البلدة القديمة من القدسالمحتلة، الأحد، بعد اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومصلين مرابطين في المسجد تصدوا لمستوطنين اقتحموا باحاته، فتدخلت الشرطة لتفريق المصلين واعتقلت 16 فلسطينياً. وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في بيان لها، صباح السبت، إن النائب المتطرف موشي فيغلين اقتحم، برفقة عدد من المستوطنين، المسجد الأقصى، قبل أن يلوذوا بالهرب بعدما حصنتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأوضحت أن "حالاً من الغليان الشديد تسود الأقصى في الداخل والخارج نتيجة اقتحام كبير للمسجد من قوات الاحتلال الخاصة ووحدات القناصة" التي حاصرت المسجد القبلي على المصلين بداخله، وأطلقت الرصاص المطاط والقنابل الصوتية والغازية والحارقة من الشبابيك بعد أن حطمتها، ما تسبب بإصابة ثلاثة من المصلين، كما اعتدت بوحشية على المصلين في باحات المسجد، وفرقت بالقوة الشبان وقيادات الحركة الإسلامية عند بابي المجلس وحطة، وأصابت أربعة أشخاص، بينهم طفل ومصور صحافي. وفي وقت لاحق، أفادت المؤسسة في بيان، بأن قوات الاحتلال انسحبت من المسجد الأقصى وتراجعت خارج باب المغاربة، مشيرة إلى أن بعض العناصر العسكرية ما زال متمركزاً على الأبواب الخارجية، ويسمح للبعض بالدخول شرط احتجاز بطاقة هويته. وأكدت رفع الحصار عن المسجد الأقصى بعدما كان مفروضاً عليه منذ ساعات فجر امس. من جانبه، قال الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد لوكالة "فرانس برس"، إن الاشتباكات اندلعت عندما فتحت الشرطة باحات الحرم لزيارة غير المسلمين في ساعاتها المعتادة. وأضاف أن المصلين الفلسطينيين قاموا "بإلقاء الحجارة والمفرقعات" على الشرطة، التي ردت باستخدام قنابل الصوت، مشيراً إلى أنهم انسحبوا بعدها إلى داخل الأقصى حيث لا تستطيع الشرطة الدخول. وقال ناطق إسرائيلي إن ضابطين أصيبا إصابات طفيفة وعولجا في الموقع خلال الاشتباك الذي لم يستمر طويلاً، فيما أوردت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا سمري في بيان، انه "تم اعتقال 16 مشتبهاً بهم" من الفلسطينيين. في المقابل، قال رجل دين مسلم إن خمسة فلسطينيين أصيبوا إصابات طفيفة أيضاً. وكتب فيغلين على صفحته على موقع "فايسبوك" إن الشرطة الإسرائيلية لم تسمح له "بأن يبقى إلا لثلاث دقائق"، مضيفاً: "هذه المرة الأخيرة التي استجيب فيها لمطالب الشرطة". وكانت الشرطة الإسرائيلية أعلنت في وقت سابق امس في بيان، أنها ستمنع دخول من يقل عمرهم عن 50 عاماً من المصلين الفلسطينيين إلى الأقصى بينما يسمح بدخول النساء كالمعتاد. وتصاعدت وتيرة الاشتباكات بين المصلين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في المسجد الأقصى الأسبوع الماضي، إذ أصيب عشرات الفلسطينيين الأربعاء في اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومصلين فلسطينيين في الأقصى بعد فتح أبواب المسجد أمام الزوار غير المسلمين. ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الإسرائيلية بدخول السياح الأجانب لزيارة الأقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول إلى المسجد الأقصى لممارسة شعائر دينية والمجاهرة بعزمهم على بناء هيكل سليمان المزعوم مكانه.