شلّ، صباح أمس، عمال سيترام وهران، الكائن مقرها بحي الصباح، نشاط القاطرات، معلنين عن إضراب مفتوح، تنديدا بالأوضاع المهنية الكارثية، التي يتخبّطون فيها منذ أكثر من سنة من دخول الترام حيز العمل، ما شكل أزمة نقل بالنسبة إلى المواطنين الذين عبروا عن سخطهم حيال هذه الحادثة التي أخلطت أوراقهم بعد أن تنفسوا الصعداء لفترة، بفضل الخدمة الراقية للترامواي. وفي هذا الصدد فقد تجمّع، منذ فجر هذا الخميس، المئات من العمال بمن فيهم سائقو الترامواي، وكذا القابضون، زيادة على أعوان الأمن المنتشرين عبر الطرقات لتوجيه القاطرات، حيث علقوا لافتات تندد بما سموه بالاستعمار الإداري الذي يترأسه مسؤول فرنسي. وحسب ما صرح به ممثل عن المستخدمين، فإن كل الأبواب صدت في وجوه العمال ونقابتهم التي عجزت عن ضمان حقوقهم. والدليل أنه تم تسريح العشرات منهم بمجرد تصليح بعض الإشارات الضوئية، حيث ذكر أحد العمال متحسّرا: "لقد غدر بنا المسؤولون حين أخلفوا العهد الذي عقدناه أول يوم وضعنا أرجلنا بالشركة، حيث ضحّينا كثيرا، تحملنا العراقيل والجوع والعوامل الطبيعية كالأمطار وأشعة الشمس الحارقة. وأفطرنا في رمضان على الجبن والتونة.. واليوم حين تم تصليح بعض الإشارات الضوئية قرروا طردنا"... في حين تحدث سائق قاطرة ترام عن ال8 ساعات الإضافية التي يشتغلونها دون الحصول على مستحقاتها، زيادة على غياب المنح والتحفيزات الأخرى، مشيرين إلى الأجر القاعدي الذي لم يعرف الزيادة منذ دخولهم الشركة، بالرغم من أن الشركة مصنفة في خانة المؤسسات الناجحة. كما طالبوا بتخفيض ساعات العمل خاصة بالنسبة إلى السائقين، الذين يعملون من الخامسة صباحا إلى غاية الخامسة مساء. وهي طريقة تقليدية لا تتوافق مع المهنة التي تعتبر جد حساسة بحكم الأخطار التي يصادفونها يوميا بما فيها حوادث المرور، خاصة أن مسار الترام يخترق مجمعات سكنية آهلة. وقد أجمع المحتجون الذين أغلقوا البوابة الرئيسية للمؤسسة وأوقفوا كل القاطرات ما عدا 4 قاطرات احتراما للحد الأدنى من الخدمات، حيث أجمعوا على مطلب واحد وهو رحيل الإدارة الحالية التي حسبهم فشلت في التسيير واضعة مصلحة العمال في آخر الاهتمامات وإلا سيتواصل الإضراب لأجل غير معلوم. والجدير بالذكر، أن "الشروق" منعت من الوصول إلى مكتب المدير أو ممثلين عنه من طرف بعض أعوان الحراسة، الذين أكدوا أنهم تلقوا تعليمات مشددة تقضي بمنع استقبال رجال الإعلام لأسباب تبقى مجهولة.