تسببت الأمطار المتساقطة بالعاصمة وضواحيها في شلّ حركة السير تماما، لاسيما بشرق العاصمة، حيث تعذر على مواطني هذه الجهة بمن فيهم العمال من الالتحاق بمناصب عملهم الا بعد ثلاث ساعات، حيث فشلت كل محاولات سائقي وسائل النقل العادية العمومية والخواص في ايجاد حل رغم لجوئهم الى الطرق الفرعية.والغريب في الأمر أن الظاهرة تتكرر في كل مرة ولنفس السبب نتيجة تجمع مياه الأمطار في مدخل العاصمة وتحديدا في آخر حي رويسو ومدخل بلوزداد حيث تحولت الطريق إلى بحيرة من الماء بسبب انسداد البالوعات المخصصة لهذا الغرض في هذه الظروف الجوية، ما جعل السيارات والحافلات وحتى الشاحنات تتمهل في السير حتى لا تتسبب في كارثة. ورغم محاولات شركة “سيال" لامتصاص المياه عبر شاحنات مزودة بصهاريج من النوع الكبير إلا ان ذلك لم يحل المشكل نظرا لاستمرار تساقط الامطار وبقوة، وهو ما يدفعنا للتساؤل اذا كانت بعض القطرات من امطار الخريف تسببت في غلق العاصمة، فماذا سيكون مصيرها في فصل الشتاء. خط الرويسو المحمدية الأكثر تضررا لم تسلم من الشلل حتى وسائل النقل الحديثة التي لجأت اليها الدولة لفك الخناق المروري بالعاصمة، لاسيما بالمناطق الهامشية الواقعة بالجهة الشرقية منها، وهو ما رصدته “الشعب" بباب الزوار مرورا بحي الموز والمحمدية إلى غاية الرويسو، حيث سجل خط ترمواي الجزائر إضطرابا في السير هو الآخر لمدة طويلة، حيث وضع مستعملوه في حيرة من امرهم فلم يجدوا سبيلا آخر للذهاب إلى وجهاتهم لاسيما إلى قلب العاصمة، في حين كان الاتجاه من الرويسو إلى برج الكيفان يعمل بين الحين والآخر. وتساءل مستعملو “الترامواي" عن مدى نجاعة هذه الوسيلة أمام الاضطرابات الجوية خاصة وأنهم كانوا يعولون عليه كبديل للنقل اعبر الحافلات، وها هي بعض المليلترات من الامطار تشله وتوقفه عن آداء مهمته، حيث لجأ البعض منهم إلى النقل الخاص أو العمومي بينما فضل البعض الآخر البقاء مرابطين في مواقف “الترام" على امل ان يعود للخدمة، وما ان يتحقق ذلك حتى تسمعهم يرددون “الحمد لله كي طلقوه" متنفسين الصعداء بعد طول انتظار. بخصوص ذلك اكدت آمال بيراش مديرة خلية الاتصال على مستوى مؤسسة “سيترام" المسيرة لترامواي الجزائر في تصريح ل “الشعب" ان تهاطل كميات كبيرة من الامطار وانسداد البالوعات وفيضان المصاريف الصحية تسبب في غرق بعض المقاطع من خط الترام بعد ان غمرتها المياه، كما حرصت المؤسسة على اعلام المواطنين باضطراب السير بواسطة الموزع الصوتي بمختلف محطات الخط. وأوضحت بيراش أنه بغية ضمان سلامة وامن مستعملي “الترامواي" تم توقيفه لبعض الوقت في المقطع الرابط بين الرويسو والمحمدية بسبب غمر المياه لسكة الترام، حيث انه من اجراءات السلامة اذا بلغ منسوب المياه 10 سم فانه يتعذر رؤية ما على الخط لانه بامكان أي جسم أو حجرة صغيرة ان تتسبب في انحراف “الترامواي" عن السكة. واشارت المتحدثة إلى ان “الترامواي" عاد للخدمة في حدود 11:30 صباحا، مضيفة ان المؤسسة قامت بالاتصال بالجهات المعنية المتخصصة للتدخل لتصريف المياه المتجمعة وتنظيف البالوعات من الاتربة المترسبة والشوائب.