كشفت الولاياتالمتحدةالأمريكية، الثلاثاء، أنها تشارك في عمليات البحث عن أكثر من 200 تلميذة نيجيرية، اختطفها مسلحو جماعة بوكو حرام المتشددة. كما أن هناك مشاركة لصور التطقتها أقمار صناعية تجارية مع الحكومة النيجيرية، بحسب المسؤولين. ويأتي الإعلان عن هذه الجهود الأمريكية بعد أن بثت جماعة بوكو حرام تسجيلا مصورا لحوالي 130 فتاة من المختطفات، مشيرة إلى أنه يمكن مبادلتهم بمقاتلين للجماعة في السجون. وكانت الجماعة قد اختطفت التلميذات من إحدى المدارس في ولاية بورنو، شمالي نيجيريا، يوم 14 أفريل الماضي. وقال مسؤول أمريكي رفض الكشف عن هويته "نشارك النيجيريين صورا تجارية التقطت بالأقمار الصناعية، كما بدأنا إرسال طائرات مأهولة للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع فوق نيجيريا بموافقة الحكومة." كما أرسلت الولاياتالمتحدة فريقا يضم نحو 30 خبيرا من بينهم أعضاء في مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي)، ووزارة الدفاع والخارجية، إلى نيجيريا لمساعدة السلطات في عمليات البحث. وأوضحت راجيني فيدياناثان، مراسلة بي بي سي في واشنطن، أن الولاياتالمتحدة لم تكشف عن نوعية الطائرات التي نشرتها في نيجيريا، لكن لديها طائرات متطورة يمكنها التقاط مجموعة واسعة من الإشارات المتعلقة بحركة الاتصالات والهواتف المحمولة. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الولاياتالمتحدة مهتمة أيضا بنشر طائرات بدون طيار للمساعدة في عمليات البحث. وقالت جين بساكي، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، الاثنين إن "خبراء بالاستخبارات الأمريكية يدرسون التسجيل المصور الخاص بجماعة بوكو حرام للعثور على خيوط ربما تساعد في تحديد مكان الفتيات." ومن جانبه أوضح بوجو بتروس، أحد المسؤولين المحليين بمدينة تشيبوك، التي اختطفت فيها التلميذات، أن النباتات التي ظهرت في مقطع فيديو بوكو حرام، توجد في محمية غابات سامبيزا القريبة. وأظهر الفيديو 136 تلميذة يرتدين الحجاب. وقالت بوكو حرام إنهن اعتنقن الإسلام. وقالت عائلات الفتيات إن معظمهن مسيحيات. وظهرت فتاتان في الفيديو، وهما تؤكدان أنهما كانتا مسيحيتين، لكنهما اعتنقتا الإسلام. وقال أبو بكار شيكاو، زعيم بوكو حرام، إنه يمكن مبادلة التلميذات "برفاقنا في سجونكم. أقسم بالله العظيم، أنكم لن تروهم مرة أخرى، حتى تفرجوا عن إخواننا الذين اعتقلتوهم." وهدد شيكاو في تسجيل مصور الأسبوع الماضي، بأنه سيبيع الفتيات كعبيد. وأصدرت الحكومة النيجيرية بيانا، أكدت فيه أن جميع الخيارات مازالت مطروحة من أجل الإفراج عن الفتيات. لكن أبا مورو، وزير الداخلية النيجيري، كان له موقف مختلف، حيث رفض عرض الجماعة، مؤكدا أنه لن يتم مبادلة السجناء بالفتيات. ولم يتضح بعد سبب التناقض. وأوضح مارك دويل، مراسل بي بي سي في نيجيريا، أن هناك شكلا من التفاوض سيجري، لأن العدد الكبير من المستشارين الدوليين في البلاد يضم مفاوضين. وأعلنت بوكو حرام، التي تعني (التعليم الغربي حرام)، أن الفتيات يجب أن يتزوجن بدلا من تلقي التعليم. وبدأت الجماعة حملة مسلحة ضد الحكومة النيجيرية منذ عام 2009. وقال الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان، الذي تعرض وحكومته لانتقادات كثيرة بسبب أسلوب التعامل مع حادث الاختطاف، إنه يعتقد أن الفتيات مازلن في نيجيريا. وأضاف أن المساعدة التي تلقتها بلاده من الخارج، زادت من تفاؤله بالعثور على الفتيات. وأثارت عملية الاختطاف حملة دولية كبيرة، ودعا زعماء ومشاهير العالم لإطلاق سراح التلميذات، وأرسلت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا فرقا للمساعدة في جهود البحث في نيجيريا. وأرسلت إسرائيل أيضا فريقا لمكافحة الإرهاب.