أوردت صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن، الجمعة، أن الجزائر رفضت بشدة تصريحات المرشح للانتخابات الرئاسية في مصر عبد الفتاح السيسي التي تحدث فيها عن ليبيا، معلنة أنها قادرة على حماية الليبيين من اجتياح أي قوات مصرية للمنطقة الشرقية. وقال مصدر ليبي امتنع عن الكشف عن اسمه ل"القدس العربي" ان هذا الرفض جاء على لسان سفير الجزائر لدى ليبيا عبدالحميد ابوزهار خلال لقائه مع رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان. وأبلغ السفير الجزائري خلال هذا اللقاء صوان أن الجيش الجزائري على أتم استعداد لحماية الليبيين من اجتياح القوات المصرية للشرق الليبي. وقال إن الجيش الجزائري لن يقف متفرجا، مشيرا إلى أن دول الجوار لليبيا باستثناء مصر ستلتقي في الجزائر لمناقشة استقرار ليبيا وحماية الحدود من تهريب الأسلحة ومنع تسلل الإرهابيين. وأضاف أن الشعب الجزائري كان متحفظا على استعانة الليبيين بالمجتمع الدولي خلال أحداث ثورة 17 فيفري ولكنه تخلى عن هذا التحفظ الآن. واعتبرت شخصيات سياسية ليبية أن تصعيد اللهجة الجزائرية ضد تصريحات السيسي يصب في إطار معركة تصفية الحسابات بين الدولتين ومحاولة لترحيل مشاكلهما الداخلية على أرض ليبيا وجر الإسلاميين الى معركة مع مصر. وعلق أحد السياسيين الليبيين على ذلك بالقول "لا أحد يستطيع أن يعتلي ظهرك ما لم تنحن". وكان السيسي دعا في تصريحات له الغرب إلى استكمال مهمته ليحقق الاستقرار داخل ليبيا، معتبرا أن ليبيا سقطت فريسة للفوضى في أعقاب الاطاحة بمعمر القذافي في انتفاضة دعمها الغرب وأصبحت تمثل تهديدا أمنيا لمصر. ودعا الغرب الى تجميع السلاح وتطوير وتحسين القدرات الأمنية في ليبيا . وأضاف أن على الغرب أن يتفهم أن الإرهاب سيصل إليه ما لم يساعد في القضاء عليه، منبها الغرب لما يدور فى العالم لأن خريطة التطرف تنمو وتزداد وستمسهم.