شهدت أمس المواقع الإخبارية الجزائرية والمصرية والعالمية حالة من الارتباك في نقل تصريحات اعتبرت "مسيئة" للجزائر .. من المترشّح لرئاسة مصر المشير عبد الفتّاح السيسي وذلك بسبب اختفاء المعلومة من مصدرها الأصلي "فجأة" دون تنبيه من الموقع الذي نشرها وهو عبارة عن جريدة إلكترونية إخبارية مقرّبة من النظام المصري اسمها "صدى البلد" سارعت إلى حذف الموضوع بعد لحظات من نشره. وكانت الجريدة قد نشرت أمس تصريحات عن الدكتور إبراهيم راجح، مستشار وزير التعليم العالي السابق ومنسق عام الأنشطة الطلابية بجامعة بنها بأنّ المشير السيسي أثناء اجتماعه بهيئة التدريس المصرية تحدّث عن العديد من المحاور التي قد تهم الشارع المصري ومنها ما سمّاه "جيش حر مصري"، مشيرا إلى أنّه لن يكون من الصعب سحقه إن "أصيب أي مصري بأذى"، ذلك أنّ الجيش المصري الذي يستطيع حسبه "اجتياح الجزائر في ثلاث أيّام" لن يتردد فيما هو دون ذلك، إشارة السيسي للجزائر ودون غيرها في حديثه تكون قد جاءت تمثيلا بأقوى جيوش المنطقة في مواجهة الجيش المصري ولم يكن له من خيار إلا التمثيل به نظرا للعلاقات النّظامية المصرية السعودية الوطيدة، فضلا عن أنّ الجيش السوري أصبح منهك القوى، فلم يجد إلا الجزائر مثالا لتهديده. تصريحات السيسي عن الجزائر لم تأت من الجريدة قصدا، بل جاءت في جملة تصريحات نقلها الدكتور إبراهيم راجح عضو هيئة التدريس من اجتماعهم بالسيسي إلا جزئية حديثه عن الجزائر شهدت انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية العالمية قبل أن تسارع الجريدة إلى حذفها دون تبرير لذلك، ما أرجع إلى أوامر فوقية لما في التصريحات من خطورة على علاقة النظامين، وما قد يؤدّي إلى فتنة تضرب العلاقات الوطيدة بين الشعبين. صحف مصرية وصفحات على الفيس بوك مقرّبة من الإنقلابيين وجدت نفسها بين "الضررين"، فلم تتوان عن تحريف الخبر الذي نشرته جريدة صدى البلد وتصويبه قبل ليبيا الشقيقة ما أثار حفيظة الليبيين، وأمام تصاعد حدّة الانتقادات المتواصلة، خاصّة منها على مواقع التواصل الاجتماعي سواء من الجزائريين أو المصريين الذين تساءلوا لماذا لم يطلق هذه التصريحات عن الكيان الصهيوني؛ سارعت الصفحة الرسمية لحملة المترشّح عبد الفتّاح السيسي إلى تفنيد الخبر جملة وتفصيلا، مؤكّدة أنّ تصريحات السيسي حرّفت، وأنّه قال بأنّ مصر مستعدّة لتقديم مساعدات للدّول العربية ومنها الجزائر للقضاء على ما سمّاه "الإرهاب". لكن الغريب أنّ الحملة واصلت بأنّ السيسي لم يقل ذلك فحسب، بل حاول تصدير تصريحات تجعل السيسي قد اجتمع مع هيئة التدريس للثناء على الجزائر فنقلت عنه بأنّه قال في الاجتماع "الشعب الجزائري له كل التقدير والاحترام ولا يمكن لأحد أن ينسى موقفه المشرّف من حرب أكتوبر 1973، حيث عاون القوّات المسلّحة المصرية ووقف إلى جوارها في قضية استعادة الأرض و الكرامة"، إلا أنّ الجريدة التي نشرت الخبر عاودت نشر موضوع اجتماع السيسي مع هيئة التدريس دون الحديث عن الجزائر، ولم تشر من قريب أو بعيد إلى أنّ ما نقلته كان خاطئا ما أثار الريبة وعدم وضوح الصورة، خاصّة وأنّ ناقل الخبر الدكتور راجح عاد بدوره ونفى الخبر، ولكن بصيغة أخرى مخالفة لحملة السيسي، حيث أوضح "أن الفريق السيسى، حذر الجيش الحر قائلاً: سأقطع قدم من يفكر فى دخول مصر، والجيش المصري قادر على حماية الحدود الغربية من ليبيا حتى الجزائر، وكذلك حماية الحدود الشمالية والجنوبية والغربية، وهذا إنذار للجيش الحر"، مشددا في نفس السياق على أن "جيشه يعد من أقوى جيوش العالم".