لا تتعدى أمنية الطفل ياسر بن دالي -11 سنة - من البليدة سوى أن يرى وجه أمه من جديد، بعد أن غابت ملامحه عنه ولم يعد بإمكانه سوى لمسه ورسمه بمخيلته منذ أن فقد بصره جراء تشخيص طبي خاطئ وتدخل جراحي قاده إلى العمى. قصة ياسر بدأت لما كان عمره 04 سنوات، حيث أصيب بالتهاب في عينه اليسرى، ما استدعى دخوله مصلحة أمراض العيون بمستشفى بني مسوس بالعاصمة سنة 2007 وتم تشخيص حالته على انه مصاب بحالة مرضية تدعى "بيسات"، وخضع لعلاج مطول بأدوية "الكورتيكوييد"، غير أن وضعه ازداد سوءا وأصيب بضبابة في العين، قررت إثرها الطبيبة المشرفة إجراء عملية جراحية لإزالة الضبابية بتاريخ 12 أوت 2008، خرج منها الطفل فاقدا لعينه اليسرى كليا، فيما أصيبت عينه اليمنى بالعدوى وبدأت قدرته على الإبصار تتلاشى إلى أن أصيب بكفف جزئي ولم يعد بإمكانه التمييز بين الأشياء ولا يكاد يرى سوى "خيالات"، فيما تنصلت الطبيبة التي عبثت ببصره من المسؤولية على حد تعبير والدته في حديث للشروق اليومي، وقالت أن حالته ميؤوس منها من البداية، وأمام تفاقم وضعية الطفل فإنه لم يتمكن من مواصلة تعليمه بعد أن درس في القسم الأول الابتدائي، حيث اظلمت الحياة في وجهه والتحق بمدرسة المكفوفين بالعاشور مكرها، أما والده "الزوالي" الذي يعمل سائقا عند الخواص، تقول زوجته، ورغم قلة حيلته، واصل البحث عن مخرج لوضع ابنه المتردي، وبتاريخ 29 أوت المنصرم، تم إرسال الطفل نحو "مركز باراكير" المتطور لطب العيون بإسبانيا، خضع إثرها ياسر لفحوصات مكثفة طيلة يومين، وأكد الأطباء أن تشخيصا وتدخلا جراحيا خاطئا تسبب في قطع العصب البصري بالعين اليسرى وبالتالي العمى نهائيا، وأشاروا في تقريرهم إلى إمكانية إعادة الرؤية للعين المتبقية عن طريق عملية جراحية مستعجلة قدرها 120 مليون سنتيم، فضلا عن تكاليف الإقامة بإسبانيا والتي حددها الأطباء بشهرين، على أن تُجرى العملية خلال أوت القادم، مشيرين إلى تضاؤل حظوظه في الشفاء إذا تأخر عن الموعد، تؤكد والدة ياسر، وتضيف انهم غير قادرين على تأمين المبلغ فراحوا يطرقون أبواب المساجد وقصدوا رجال المال والأعمال بالبليدة، إلا أن كل الأبواب أوصدت في وجوههم، وتضيف ، أنه ليس سهلا عليها أن تترجى صدقات الناس، إلا أن قلب الأم لم يطاوعها وهي ترى فلذة كبدها يقضي حياته ضريرا، وتساءلت أليس من حق ابنها ان يُعالج على نفقة الدولة؟ وهي تناشد وزير الصحة والمحسنين والجزائريين المقيمين بالخارج ليهبوا ويمدوا العون ل"ياسر" بعد ما كسرت ظلمة العمى فيه، مرح الطفولة وحيويتها. لمساعدة الحالة الاتصال على رقم: 0793.40.42.28