أكد وزير الموارد المائية عبد المالك سلال منح تسيير المياه بالمدن الكبيرة لمؤسسات أجنبية، في غضون الأيام المقبلة، للقضاء نهائيا على سوء التسيير الذي عرفته من قبل، ونفى أن تكون أي زيادة في تسعيرة الماء الحالية، كما أعلن عن انطلاق مشاريع ضخمة في قطاعه هذه السنة، ستمس عدة ولايات للقضاء نهائيا على أزمة المياه الصالحة للشرب والسقي الزراعي. كشف وزير الموارد المائية أول أمس، خلال زيارة ميدانية قادته إلى ولاية تيبازة لتفقد بعض مشاريع القطاع، منها على الخصوص سد كاف الدير ببلدية الداموس، أقصى غرب الولاية، عن استلام ثلاث شركات أجنبية في غضون الأيام المقبلة تسيير المياه ببعض المدن الكبيرة، على غرار مدينة وهران التي فازت شركة إسبانية بتسيير المياه بها، في حين ستتولى شركة ألمانية نفس العملية بولايات الطارف وعنابة وقسنطينة، وبرر عبد المالك سلال انتهاج وزارته لهذه السياسة، بالقضاء نهائيا على سوء تسيير المياه في السنوات الماضية، وكذا إنجاح الشركة الفرنسية في مهمة التسيير بالجزائر العاصمة، الأمر الذي شجع مصالحه على تعميم العملية على بعض المدن الكبرى. وفي السياق ذاته نفى الوزير أي زيادة ممكنة في تسعيرة المياه في المرحلة القادمة، معتبرا التسعيرة الحالية منطقية ومقبولة، مؤكدا أن أزمة المياه ليست في التسعيرة، بل في التسيير الذي تحاول مصالحه فرض سياسة ناجعة لإنهاء الفوضى التي طبعته. كما أعلن بالمناسبة عن مشاريع جديدة تخص إنجاز سدود على مستوى عديد من الولايات لاحتواء أزمة المياه في المستقبل القريب، وخص بالذكر الشط الغربي المزمع إنجازه جنوب ولاية تلمسان والذي سيزود ولايات عديدة بالغرب والجنوب الغربي للبلاد، بقدرة استيعابية تصل إلى 400 مليون متر مكعب، بالإضافة الى مشروع آخر اعتبره الوزير تحديا لقطاعه يتمثل في نقل المياه الجوفية للصحراء نحو مناطق السهوب كولايتي المسيلة والجلفة وغيرها تصل إلى 600 مليون متر مكعب، ما سيسمح بالقضاء على أزمة مياه الشرب بهذه المناطق وتحسين المردود الفلاحي بها، كما أكد عبد المالك سلال في نفس السياق على ضرورة القضاء نهائيا على تصريف المياه القذرة بالبحر من خلال إنجاز عديد من محطات التصفية بالمناطق السياحية التي عرفت تدهورا كبيرا في الجانب البيئي نتيجة تسرب كميات كبيرة من مياه الصرف نحو البحر، وذكر على سبيل المثال التجربة الناجعة بولاية تيبازة التي تتوجه نحو القضاء على هذه الظاهرة في المستقبل القريب. وبالرجوع إلى الزيارة التي قام بها إلى جملة من المشاريع بتيبازة، أهمها سد كاف الدير ببلدية الداموس، الذي تشرف على إنجازه شركة إيطالية، وينتظر أن تستفيد منه ثلاث ولايات هي عين الدفلى والشلف وتيبازة، ألح الوزير على ضرورة المحافظة على وتيرة الإنجاز لتسليمه في آجاله المحددة في ديسمبر 2009، رغم صعوبة التضاريس، خصوصا في مرحلة التوصيل نحو الولايات المجاورة. ب. بوجمعة