لا مبادرة مصرية، ولا وساطة أممية ولا ضغوط أوروبية ولا مساندة أمريكية، ولا تواطؤ عربي مخز ومهين، المقاومة وحدها تصنع الحدث وتحسم الموقف. فرغم العدوان والمجازر المقترفة في حق الأطفال والنساء والشيوخ، والحرب غير المتكافئة، عرفت فصائل المقاومة الباسلة في غزة كيف تدير المعركة، وتمسك بزمام المبادرة، وترهب العدو الصهيوني وتكبده خسائر مدمرة لا يريد أن يعلن عنها لكن فداحتها ظاهرة من خلال رد فعله الهستيري وجرائمه في حق المدنيين العزل. صواريخ تصل إلى كل جهات فلسطينالمحتلة تثير الهلع والرعب وسط المجرمين، وتزلزل أركان الكيان الصهيوني، ثم طائرات من دون طيار، تفاجئ مؤسسات الكيان الجهنمية وتربك استرتيجييها، وخسائر بشرية تفقد العدو صوابه، وتثير حفيظة حلفائه.. ثم أسر جندي إسرائيلي لتؤسر كل أحلام نتانياهو في القضاء على المقاومة، وتسقط كل خطط العدو الصهيوني ومخططاته في النّيْل من حركة حماس.. وتململ كبير بدأ يدب في أوصال الكيان الصهيوني، وحلفائه المقربين ويثير حفيظتهم تجاه جرائم نتانياهو غير المبررة بكل المقاييس.. لقد تمكنت المقاومة من الحفاظ على تماسكها، وثباتها، وفرض قوتها وسيطرتها على الأحداث، لتحول دون أن تتحقق أمنية السيسي ونظامه الانقلابي بنجاح إسرائيل في القضاء على المقاومة وعلى رأسها حركة حماس، ولا أن تؤتي أموال الإمارات التي تدعم العدوان بكل السبل، أكلها في إسقاط المقاومة من الساحة الفلسطينية ولا أن يتجسد حلم عباس في أن تخلصه إسرائيل من حماس ليخلو له جو المتاجرة بالقضية دون مضايقة أو رقيب.. ولا صوت يعلو على صوت المقاومة، صوت الشعب المقاوم..