أكد رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أن الشاعر محمد العيد آل خليفة قد استشعر ظهور الإرهاب في الجزائر قبل خمسة وخمسين سنة، وتساءل الرئيس بوتفليقة عن استشفاف الشاعر موجات التعصب والإرهاب، وجور الديمقراطيين الغربيين، وتبجح دعاة حقوق الإنسان الذين يذبحون الإنسان ويدمرون حضارته، داعيا التيار الوطني والإسلامي الى العودة إلى قيم الرعيل الأول، والسعي الى تجسيدها في عالم اليوم لحماية الجزائر من الأخطار التي تهددها. ديوان محمد العيد آل خليفة في طبعته الجديدة صدر عن دار الحكمة للنشر، وقد كتب تصديره رئيس الجمهورية الذي نوّه طويلا بمناقب وخصال محمد العيد آل خليفة الشاعر الأبرز للحركة الشعرية الجزائرية الكلاسيكية، والمبشر بالحركة الإصلاحية الجزائرية في القرن الماضي، إلا أن تصدير رئيس الجمهورية للديوان لم ينحصر في تعداد المناقب والتنويه بالخصال بل تعداه الى تناول عدة قضايا فكرية وسياسية تشغل الراهن، معتبرا آل خليفة مناسبة للتذكير بالقيم النبيلة التي حملها جيل حركة الاصلاح والحركة الوطنية والثورة التحريرية، وقد حمل التصدير رسائل مهمة تمثلت في دعوة الجيل الجديد الى إعادة إحياء هذه القيم وعدم التخلى عنها كونها، حسب تصدير الرئيس، ضمان البقاء والاستمرار.بوتفليقة ضمن تصديره للديوان قدم نقدا قويا للحضارة الغربية، معتبرا أن المبشرين بالديمقراطية الغربية في العالم الاسلامي يتصفون بالجور والاعتداء والظلم، وأكثر من ذلك فهم يكيلون بمكيالين في نظرتهم للشعوب وحقوقها دائما في "الكفة الشائلة"، وهكذا فإن الديمقراطية الغربية المبشر بها في أوطاننا ما هي إلا كذبة كبيرة يقودها أناس جائرون، كما اعتبر رئيس الجمهورية أن دعاة حقوق الانسان اليوم "يذبحون الإنسان ويدمرون حضارته" ، وأكد أن شعارات حقوق الانسان في حقيقتها زيف وتحريم وذبح وتدمير للإنسان في هويته ووجوده.بوتفليقة أرسل الكثير من الرسائل من خلال تصديره للديوان وبالذات الى التيار الاسلامي والوطني المحافظ، داعيا إياه الى الاقتداء برواده الاوائل الذين سموا بانتمائهم الإنساني واعتزوا بانتسابهم العربي الشرقي والإفريقي، جيل تميز بالمبادئ الثابتة والمواقف الوطنية الأصيلة.وحسب صاحب التصدير، فإن محمد العيد آل خليفة نموذج لذلك الجيل الذي كان على مستوى عال من الوعي والإدراك حين اعتبر أن الثورة التحريرية نموذجا تحتذي به الشعوب المستضعفة وقدوة للكفاح والتحرر وتقرير المصير.