احتضنت سكيكدة، مؤخرا، أشغال المؤتمر الدولي الأول للأورام السرطانية، الذي نظمه مركز "بيار وماري كوري" (CPMC)، لمدة ثلاثة أيام، بمشاركة أكثر من 250 ممارس في مجال الصحة من الجزائروتونس وفرنسا والإمارات العربية المتحدة، والذي جاء تكريما لذكرى البروفيسور كمال بوزيد، أحد أعمدة طب الأورام في الجزائر، الذي وافته المنية في أكتوبر الماضي. شهد المؤتمر حضور خبراء وأطباء وصيادلة من مختلف التخصصات، إضافة إلى مشاركات دولية من تونس والإمارات وفرنسا. ويؤكد هذا التنوع على أهمية التعاون الدولي لتطوير أساليب العلاج، والارتقاء بمستوى الرعاية الصحية. يُعد المؤتمر الدولي الأول للأورام السرطانية، أكثر من مجرد تجمع علمي، فهو تكريم لذكرى رجل أفنى حياته في خدمة العلم والإنسانية. ومن خلال هذا الحدث، تجدد الجزائر التزامها بمواصلة السير على نهج البروفيسور كمال بوزيد، لتحقيق طب أكثر إنسانية وعدالة. رحم الله البروفيسور كمال بوزيد، ستظل إنجازاته منارة للأجيال القادمة.. إرث البروفيسور كمال بوزيد يُعد البروفيسور كمال بوزيد، أحد أبرز الأسماء في مجال طب الأورام بالجزائر، حيث كرس حياته لتطوير العلاجات ومواجهة تحديات السرطان في البلاد. ومن خلال جهوده الرائدة، تم إدخال تقنيات مبتكرة وتوعية المجتمع بأهمية الكشف المبكر، حيث كان يسعى جاهدا للحد من التشخيصات المتأخرة، التي ما زالت تشكل حوالي 80٪ من الحالات في الجزائر. وقد جاء المؤتمر ليعكس رؤى البروفيسور الراحل، حيث يتناول عدة مواضيع علمية بارزة، منها: العلاجات المبتكرة، مثل العلاج المناعي، والعلاجات الموجهة التي تستهدف خلايا سرطانية محددة. الذكاء الاصطناعي: دوره في تحسين التشخيص والعلاج، خاصة في مجال الأشعة. الاقتصاد الدوائي: مناقشة تكاليف العلاجات مقارنة بفوائدها الصحية، لتحقيق توزيع عادل للموارد الطبية. وتعد ولاية سكيكدة، نموذجا في مكافحة السرطان، حيث أشاد مدير الصحة بالإمكانات المتوفرة للتكفل بمرضى السرطان، إذ تضم الولاية خمس وحدات لعلاج السرطان، ومختبرا متقدما للتشريح المرضي. كما أشار إلى تسجيل 4,859 جلسة علاج كيميائي خلال النصف الأول من عام 2024، مما يعكس الجهود المحلية الحثيثة في هذا المجال.