التقى رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء محمد فريد تهامي أمس الاثنين الوفد الفلسطيني الذي يزور القاهرة حاليا من أجل بحث سبل وقف العدوان الإسرائيلي وفك الحصار عن الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، والمطالب الفلسطينية من أجل الموافقة على التهدئة. وقالت مصادر بالوفد الفلسطيني إن الوفد طرح على رئيس جهاز المخابرات المصرية ورقة فلسطينية موحدة بمطالب الشعب الفلسطيني من أجل التهدئة في قطاع غزة، وفي مقدمتها وقف العدوان الإسرائيلي وفك الحصار عن غزة. وأضافت أن المسؤولين المصريين وعدوا ببذل كل جهد ممكن من أجل تحقيق المطالب الفلسطينية التي تتضمن أيضا الانسحاب الإسرائيلي الفوري من غزة، وضمان وقف التوغلات والاجتياحات والاغتيالات وقصف البيوت وتحليق الطيران الاسرائيلي في أجواء القطاع. كما نصت الورقة على إنهاء الحصار المفروض على غزة انطلاقا من تفاهمات 2012 بما يضمن فتح المعابر وضمان حرية حركة الأفراد والبضائع وحرية إدخال كافة مستلزمات إعادة الإعمار، وفك الحصار الاقتصادي والمالي، وضمان التواصل بين الضفة وغزة، وحرية العمل والصيد في المياه الإقليمية في بحر غزة حتى عمق 12 ميلا، وإعادة تشغيل مطار غزة وإنشاء الميناء البحري، وإلغاء ما يسمى المناطق العازلة التي فرضتها إسرائيل على حدود قطاع غزة. وشملت الورقة إلغاء جميع الإجراءات والعقوبات التي فرضتها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بعد 12 جوان الماضي، بما فيها الإفراج عن الذين اعتقلوا بعد هذا التاريخ وخاصة محرري صفقة وفاء الأحرار (ما عرف بصفقة شاليط) ونواب المجلس التشريعي والدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو وفتح المؤسسات وإعادة الممتلكات الخاصة والعامة التي تمت مصادرتها ووقف اعتداءات المستوطنين. كما نصت على المباشرة الفورية في إعادة إعمار قطاع غزة من خلال حكومة التوافق الوطني بالتعاون مع الأممالمتحدة ومؤسساتها وإيصال كافة الاحتياجات الإغاثية والإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني في القطاع بما يشمل المواد الغذائية والدوائية والمياه والكهرباء وتوفير ما هو مطلوب لتشغيل محطات الكهرباء بشكل فوري. وطالبت الورقة بعقد مؤتمر دولي للدول المانحة (ahlc ) برئاسة النرويج ومشاركة أوروبا والدول العربية والولايات المتحدة واليابان وتركيا والدول الإسلامية وروسيا والصين وباقي الدول الأعضاء بهدف توفيير الأموال المطلوبة لإعادة الإعمار وفق برنامج زمني محدد. وقال عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح رئيس الوفد الفلسطيني إن الوفد سلم الجانب المصري مطالب الشعب الفلسطيني للتهدئة وستتولى مصر الإتصالات مع الجانب الإسرائيلي لتحقيق هذه المطالب وعلى رأسها وقف إطلاق النار فورا. وقال، في تصريح له أمس بالقاهرة "إن مصر أعلنت أنها تتفهم وتتبنى مطالب الشعب الفلسطيني العادلة وتقوم باتصالاتها ومباحثاتها مع كافة الأطراف، وسيكون لها كلمتها المعلنة للرأي العام حول ما يدور، ومن هو الجانب المتعاون ومن الجانب الذي يعرقل مباحثات التهدئة". وأشار الأحمد إلى ما قاله وزير الخارجية سامح شكري بأن مصر تدين العدوان الإسرائيلي، ومعنى ذلك أن مصر تتفهم وتتبنى المطالب الفلسطينية، مؤكدا أن ثقتهم في مصر كبيرة لتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني. وأعرب الأحمد عن أمله في أن يحضر الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة حتى تقوم مصر وفق المبادرة بدورها في وقف العدوان وتلبية المطالب الفلسطينية من خلال مفاوضات تجريها مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي كل على حدى وهى التي تبلور الموقف النهائي. ومن جانبه، قال عزت الرشق، القيادي بحركة حماس وعضو الوفد الفلسطينى إن مجيء الوفد إلى القاهرة يعد رسالة هامة للعالم أجمع بأن هذه الدماء الذكية التي سالت في قطاع غزة والألم والمجازر التي ارتكبت بحق أبناء الشعب الفلسطيني والصمود والأداء الرائع للمقاومة الفلسطينية وحدت الشعب الفلسطيني. وأضاف الرشق، لهذا جئنا بوفد فلسطيني موحد من أجل أن نحمل مطالب الشعب الفلسطيني وأن نسعى لدحر العدوان عن الشعب الفلسطيني. وقال إن هناك لقاءات أخرى سيتم عقدها مع المسئولين في مصر حتى يسعوا مع الطرف الآخر من أجل الضغط عليه لتحقيق هذه المطالب من خلال جهد مصري مباشر، وقد تغير إسرائيل موقفها ويأتي وفدها في آخر لحظة للتفاوض غير المباشر.