أثارت الأرقام المسجلة في قضايا المخدرات وتفشي مظاهر الانحراف والانحلال في الفصل الأول من 2008 بولاية عنابة، قلق السلطات الأمنية والمختصين الذين دعوا إلى ضرورة تحسيس المواطنين بخطورة ما يجري بعدما تحولت عنابة إلى ثالث أكبر ولاية من ناحية استهلاك المخدرات وتداولها في الجزائر. كشفت مصالح الدرك الوطني بولاية عنابة عن حجز 96.3 كيلوغراما من الكيف المعالج، منذ بداية السنة، كان آخرها حجز 25 كيلوغراما من الكيف في منطقة الشطايبس الأسبوع الفارط، بالإضافة إلى 34 قرصا مهلوسا، كما تمت معالجة 13 قضية تم من خلالها توقيف 21 شخصا.هذه الأرقام اعتبرتها مصالح الدرك بالأمر الخطير، مقارنة مع السنوات الفارطة التي سجلت نسبا أقل بكثير، حيث عرفت سنة 2007 حجز 13.067 كيلوغراما من الكيف، مقابل 12.476 كيلوغراما في 2006، وهذا ما يجعل ولاية عنابة -حسب ذات المصادر- تحتل المرتبة الثالثة على المستوى الوطني من حيث استهلاك وتداول المخدرات بعد تسجيل أزيد من 1192 مدمن خلال الثلاثة أشهر الأولى من 2008، منهم 15 امرأة وأزيد من 600 شاب وقاصر، مما ينذر بمستقبل مجهول لهؤلاء الذين عادة ما يسلكون طريق الانحراف والجريمة. وللتقليل من هذه الظاهرة، قامت المجموعة الولاية للدرك الوطني بعنابة، أول أمس، بتنظيم يوم تحسيسي للوقاية من المخدرات مست عددا كبيرا من الثانويين الذين استفادوا من محاضرات وأشرطة وثائقية تحدثت عن المآسي التي يتسبب فيها الإدمان على المخدرات. توقيف 19 شخصا في عملية مداهمة لأوكار الفساد قامت المجموعة الولائية للدرك الوطني بعنابة، أول أمس، بحملة مداهمة واسعة بالتنسيق مع عناصر الأمن الوطني مست مختلف مناطق وأحياء ولاية عنابة بمشاركة 455 عنصر ودامت هذه المداهمة قرابة سبع ساعات استطاع من خلالها عناصر الدرك توقيف 574 شخص للتعرف على هويتهم، منهم 47 فتاة، بالإضافة إلى توقيف 19 شخصا، 6 منهم كانوا ضمن المبحوث عنهم، و8 بتهمة حمل سلاح محظور و3 شبان بتهمة حيازة المخدرات، بالإضافة إلى توقيف شخصين بتهمة تحريض قصّر على الفسق. كما أسفرت المداهمة عن اكتشاف أربع مخامر غير شرعية. وتأتي هذه المداهمة بعد 11 مداهمة قامت بها عناصر الدرك الوطني بمعدل أربع مداهمات في الشهر بهدف تعزيز الأمن ومحاربة الفساد والجريمة بالمنطقة. القنبلة الموقوتة.. 8 آلاف عائلة تسكن البيوت القصديرية وشملت حملة المداهمة العديد من الأحياء القصديرية التي تعرف اكتظاظا كبيرا للسكان الذين يعيشون وسط ظروف اجتماعية قاسية على غرار حي سيدي سالم وواد النيل، حيث باغتت عناصر الدرك الوطني عددا من الأماكن المشبوهة والمقاهي وجدوا فيها شبابا يتعاطون المخدرات ويُتقنون فنون إخفائها وتسريبها وحتى صناعتها. والجدير بالذكر أن قيادة الدرك الوطني اعتبرت هذه المناطق من أكثر المناطق سخونة من حيث تناول المخدرات وارتكاب الجرائم التي باتت تنتقل إلى الأحياء المجاورة تدريجيا في ظل تواجد أزيد من 8 آلاف عائلة عنابية تعيش في البيوت القصديرية، حسبما أكدته مديرة السكن لولاية عنابة في تصريح ل "الشروق". 90 بالمائة من الموقوفات بتهمة الفسق من الجامعيات أكد قائد قوات التدخل الخاص لدى المجموعة الولاية بعنابة أن أكثر من 90 بالمائة من الفتيات الموقوفات بتهمة الفسق هن من الجامعيات، وهذا ما شهدناه في عملية المداهمة التي شملت مناطق جبلية كانت تعج بالسيارات التي تقصد المكان تسترا من عيون الناس، حيث عاينا فتيات جامعيات في مقتبل العمر يدرسن في مجال الحقوق والطب.. وأكدت لنا بعض الأطراف المطلعة بالموضوع أن الإقامات الجامعية بولاية عنابة في السنوات الماضية كانت مختلطة مما حولها إلى مستنقع للرذيلة وهذا ما يطعن في مصداقية الجامعة ودورها التربوي المعول عليه في إصلاح الشباب، خاصة وأنها باتت تعرف ظاهرة بيع واستهلاك المخدرات من طرف الفتيات داخل الإقامات الجامعية بشهادة بعض الطالبات اللواتي تحدثنا معهن. 74 جريمة ارتكبها المراهقون في 3 أشهر "لي ما لحقاتوش الرجلة يلحقها بلوشام" هي أكثر الأمثال الشعبية تداولا بين الأحداث والشباب بولاية عنابة التي باتت مسرحا لتفشي ظاهرة الاعتداء بالسلاح الأبيض من طرف المراهقين الذين عادة ما يفضلون مباغتة الفتيات والأطفال في الأماكن الخالية. وفي هذا الصدد، سجلت محكمة عنابة 74 قضية متعلقة بالمخدرات ومختلف الجرائم التي قام بها المراهقون خلال الفصل الأول لسنة 2008، جلّها متعلقة بحالات الاعتداء المتبوع بالسرقة، حسبما أكده قاضي الأحداث بمحكمة عنابة الذي أضاف أن سنة 2007 سجلت أيضا 337 قضية متعلقة بمختلف الجنح والجرائم مست أزيد من 600 مراهق.