أثار الفيلم الأخير لبن ددوش "ارزقي لنديجان" الكثير من النقاش وردود الفعل، آخرها تصريح الممثل عبد النور شلوش لإذاعة "البهجة" ودعوته لسكان القبائل لمقاطعة الفيلم ورفع دعوة قضائية ضد المخرج. والكثيرين اعتبروا أن العمل يخدم الاتجاه الفرنسي في الجزائر ويحيد العمل العسكري الفرنسي بحيث صور الصراع بين الجزائريين والفرنسيين كأفعال معزولة عن السياق العام للحرب التي خاضتها فرنسا في بلاد القبائل في 1894. وردا على هذه النظرة دافع بن ددوش عن فيلمه قائلا إن "الفيلم يتطرق لمرحلة معينة في تاريخ الجزائر، ويستحيل أن نقول كل التاريخ الجزائري في ساعة ونصف"، أما بشأن الانتقادات التي وجهها شلوش للعمل قال بن ددوش إنه حر في قراءته ونظرته، وعلى من ينتقد العمل أن يقوم هو بتقديم أفلام وقراءته لأحداث، وأضاف بن ددوش في تصريح ل "الشروق" على هامش عرض فيلمه في مهرجان الفيلم الامازيغي بسطيف، ردا على من اعتبر أن العمل ذو أبعاد سياسية، قائلا انه من الطبيعي جدا ان يكون للعمل أبعاد سياسية لأنه يعالج قضايا تاريخية شائكة لم يفصل بشأنها إلى يومنا هذا ويعيد قراءة 130 سنة من الاحتلال الفرنسي للجرائر، وعن تحييد الجانب العسكري الفرنسي أضاف مخرج "ارزقي لنديجان" الذي توج مؤخرا بجائزة الزيتونة الذهبية لأحسن دور رجالي، أن الإدارة الاستعمارية مثلت هذا الجاني في الفيلم والإدارة هي التي قامت بتعيين الحاكم العسكري في المنطقة. من جهة أخرى، نفى رئيس لجنة السينما كريم ايت امزيان في تصريح ل "الشروق" كل الاتهامات التي لحقت لجنة السينما التي قيل إنها منحت الاعتماد وتراخيص التصوير للسيناريوهات التي تخدم حزب فرنسا في الجزائر، وقال ايت امزيان "إن لجنة السينما ليست لجنة حركى" وقد قامت بعملها بكل احترافية مراعية في ذلك جملة من المعايير المعمول بها في ميدان السينما وبرأ المتحدث ساحة اللجنة ليلقي باللوم على المخرجين الذين يلعبون على وتر الصورة ومضمون الفيلم بعد منح تراخيص التصوير، ضاربا المثال بأفلام "دليس بالوما" لنذير مخناش و"ما يبقى في الواد غير حجارو" لجون بيار ليدو، حيث طالب من أصحابها الامتثال لقرارات اللجنة والعقود التي سبق أن وقعها المخرجون مع وزارة الثقافة في إطار الدعم المقدم لأفلام في تظاهرة 2007. كما طالب ايت امزيان من المخرجين عدم إلقاء اللائمة على الوزارة والدعم المالي المقدم للتغطية على النقائص التي شهدتها أعمالهم، معتبرا أن المبالغ التي قدمتها الوزارة مدروسة وكافية لإنجاز الأعمال. أما بشأن تظاهرة "بانوراما السينما الجزائرية" التي كانت منتظرة في جانفي فقد أكد آيت امزيان انه تم تأجليها لفيفري القادم بغرض عرض كل الأفلام التي أنجزت في التظاهرة الحدث المنتظر يحتضنه ديوان رياض الفتح في تاريخ يحدد لاحق من طرف الوزيرة حسب ايت امزيان. زهية منصر