يأس الفلسطينيون من فتح الحدود المصرية الفلسطينية التي تدججت بثلاث كتائب مسلحة مصرية اتخذ جنودها مواقع قتالية للتصدي لأية محاولة من قبل الشعب الفلسطيني باجتياز الحدود، فيما الحملة الإعلامية لتجار الكلام في الصحف المصرية لاتزال تنضح بالحقد والاستخفاف بالشعب الفلسطيني وقضيته وتستخف بمشاعر المصريين والعرب وتصور الفلسطينيين على شكل شياطين!! جزا الله خيرا كل حر شريف - وما أكثرهم في مصر - وقف مع الشعب الفلسطيني في محنته.. فلقد كانت دموع المفكر الكبير فهمي هويدي وهو يناقش ويدحض أساليب الكتبة المرتزقة في مصر كافية للتعبير عن عميق الصلة بين الشعبين العربيين المسلمين الجارين، كما كانت هبة الشارع المصري عظيمة لو سمح لها.. أجل لقد يئس الفلسطينيون من إمكانية أن تكون بوابتهم الجنوبية مصدر اغاثة لهم..وبعد ان تأكد الجميع ان فتح الحدود والمعبر لم يكن سوى لأغراض سياسية وتحسين شروط وتنفيس احتقانات.. يتأكد الجميع اليوم ان لا امكانية لفتح الحدود الا بموافقة امريكية وهنا كان لابد من التحرك شمالا الى معبر الحدود مع فلسطين المغتصبة عند معبر ايرز او بيت حانون.خرجت عشرات آلاف الفلسطينيين الى تكوين سلسلة بشرية من شمال القطاع الى جنوبه، وتقدم المواطنون العزل نحو المعبر مع اسرائيل التي واجه جيشها جموع المواطنين بالغازات والمياه الساخنة وأصر الناس على التقدم فاستخدم الجنود رصاصهم وسال الدم الفلسطيني على بوابات المعبر وانهال المطر ليحول الدم الى ساحات حمراء.. اعتقل العشرات وأصيب عدد آخر.. فهل كانت هذه هي الوسيلة الأخيرة للمحاصرين المسجونين.قريب يتجهمنا وعدو يتملك أمرنا والبحر من خلفنا واسرائيل من امامنا والمفاوضات التعيسة الفارغة تغري بعضنا لكي يستمر في اللعبة والنظام العربي عاجز وخائف من كل صيحة.. فهل هناك سوى الدم.. مات الأطفال في المستشفيات لقلة العلاج ومات الناس المرضى على الحواجز، ويوميا يقتل من ابناء القطاع بمعدل خمسة اشخاص وتجرف بيوت وتسوى المزارع بالأرض والحصار مستمر والعالم أصم أذنيه وأغمض عينيه وأشاح بوجهه، فما العمل؟ لا بد من الموت المجاني، وهل يملك الفلسطينيون سوى موتهم ودمهم، لعل الناس يسمعون مظلمتهم.اجل انه الدم الزكي الطاهر يغلي في صدور الأحرار من ابناء فلسطين، يقول للعالم كله ان الحدود الأكذوبة مآلها الانهيار وان حراسها سيذهبون حيث تأخذهم الأقدار الى الأطمار البالية وان الدم العزيز الذي يسكبه الفلسطينيون الآن سيمتد من تحت الأسوار والحدود ليصل الى كل حر يوقع معه وثيقة الدم العربي الأصيل والهم الانساني الواحد وعندها سيجرف السيل كل ما في الوادي من أوساخ.