بدأت سلطات الأمن المصرية إعادة إغلاق الحدود مع قطاع غزة، اعتباراً من صباح الجمعة، والتي كان قد تم فتحها منذ فجر الأربعاء الماضي، إثر قيام ناشطين فلسطينيين بتفجيرها، للجوء إلى الجانب المصري، هرباً من الحصار "الخانق"، الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية على القطاع. وقال إن عشرات الآلاف من الفلسطينيين احتشدوا في الجانب الفلسطيني من مدينة "رفح" جنوبي القطاع، في محاولة للعبور إلى الجانب المصري، إلا أن قوات حرس الحدود المصرية بدأت في منعهم من الدخول. وأفاد الشهود بأن عناصر الأمن بدأت بتشكيل جدار بشري لمنع تدفق مزيد الفلسطينيين عبر الحدود، التي اجتازها خلال اليومين الماضيين ما يزيد على 700 ألف شخص، بحسب تقديرات الأممالمتحدة. غارات إسرائيلية قرب الحدود مع مصر إلى ذلك، استشهد ستة فلسطينيين على الأقل، إضافة إلى جندي إسرائيلي، في وقت مبكر من صباح الجمعة، في الوقت الذي شنت فيه الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات جوية قرب الحدود مع مصر. وقالت مصادر أمنية وطبية فلسطينية إن صاروخاً أطلقته طائرة حربية إسرائيلية، أصاب سيارة جيب في رفح جنوب قطاع غزة، قرب الحدود مع مصر، مما أسفر عن استشهد اثنين من كتائب "عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس." كما استهدفت غارة جوية إسرائيلية ثانية، سيارة مدنية فلسطينية أخرى في مدينة رفح، أسفرت عن استشهاد فلسطينيين آخرين، أعلنت حركة حماس أنهما أيضاً من عناصر كتائب القسام. وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارتين الجويتين استهدفتا عناصر مسلحة كانت تعد لشن هجمات على إسرائيل، مشيراً إلى أن أحد القتلى كان يتولى الإشراف على إطلاق الصواريخ باتجاه جنوب الدولة العبرية. وفي الضفة الغربية، قُتل فلسطينيان آخران، إضافة إلى جندي إسرائيلي، في هجومين منفصلين مساء الخميس، أسفرا عن إصابة مجندة بالشرطة الإسرائيلية، فضلاً عن خمسة مستوطنين. كما قُتل شرطي من حرس الحدود الإسرائيلي، في هجوم ثان، بعد إصابته برصاص أطلقه فلسطينيان عند حاجز للشرطة في مخيم "شعفاط" للاجئين الفلسطينيين شمال القدسالشرقية، فيما أُصيبت شرطية أخرى نتيجة الهجوم. مبارك: السلام لن يحتمل فشلاً جديداً وفي القاهرة، أكد الرئيس المصري حسني مبارك، أن بلاده لن تسمح بتجويع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، أو أن يتحول الوضع في القطاع إلى كارثة إنسانية، محذراً من أن جهود السلام في منطقة الشرق الأوسط "لم تعد تحتمل فشلا جديداً." كما انتقد الرئيس المصري من سماهم "الذين ينصبون أنفسهم أوصياء على حقوق الإنسان في العالم"، بقوله: "أين أنتم من معاناة الفلسطينيين؟"، مشدداً في الوقت نفسه، على أن مصر، التي تواجه تحديات هدفها نشر الإحباط داخلياً، ومحاولات تدخل قوى خارجية في شؤونها، ستمضى في التصدي للإرهاب." وقال الرئيس المصري، في كلمة ألقاها في احتفال بعيد الشرطة، إن «لا أحد يملك المزايدة على مصر في دعمها للشعب الفلسطيني الصامد وقضيته العادلة»، وإن مصر تبذل أقصى الجهد من تحركات واتصالات لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ورفع إجراءات العقاب الجماعي الذي تفرضه إسرائيل عليه وعودة إمدادات الوقود والكهرباء والمساعدات الإنسانية لقطاع غزة. تقرير: 700 ألف فلسطيني عبروا الحدود مع مصر وفيما أشارت التقارير إلى أن عدد "الغزيين" الذين دخلوا الأراضي المصرية الخميس، يزيد عن عددهم في اليوم السابق (الأربعاء)، فقد لوحت الحكومة الإسرائيلية بأن سماح السلطات المصرية بفتح الحدود مع غزة، قد يدفعها إلى إعادة التفكير في فك الارتباط بين القطاع والضفة الغربية. وقام آلاف الفلسطينيين بشراء كل احتياجاتهم المعيشية، بدءاً من الجمال حتى السجائر من الجانب المصري، بعد أن سمحت لهم قوات الأمن المصرية بعبور خط الحدود، لشراء احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والوقود، الذي يعاني القطاع نقصاً شديداً بها. وحسب تقديرات وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، فقد قُدرت أعداد الفلسطينيين الذين عبروا خط الحدود من قطاع غزة إلى مصر، خلال ال48 ساعة الماضية، بنحو 700 ألف شخص. ولم تتدخل قوات الأمن المصرية لمنع آلاف الفلسطينيين من عبور السياج الحديدي الذي فجره مسلحون فلسطينيون في وقت سابق فجر الأربعاء، إلا أنها شددت من إجراءاتها لمنع الفلسطينيين من تجاوز مدينة العريش، كبرى مدن محافظة شمال سيناء، والتي تبعد نحو 40 كيلومتراً (25 ميلاً) من الخط الحدودي. كما استخدمت قوات مكافحة الشغب المصرية، الهراوات والكلاب البوليسية، لملاحقة السيارات والشاحنات التي تعرض نقل الفلسطينيين الذين يرغبون في شراء البضائع إلى بلدات داخل سيناء، في الوقت الذي شهدت فيه مدن العريش ورفح والشيخ زويد، حركة رواج غير مسبوقة، لتلبية احتياجات الفلسطينيين. إسرائيل تلوح بفك الارتباط بين الضفة والقطاع ورغم تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، خلال مشاركته مع الوفد الإسرائيلي في منتدى دافوس الخميس، بإمكانية العودة إلى قطاع غزة وإعادة احتلاله من جديد، فقد ذكر مسؤول إسرائيلي رفيع في وزارة الدفاع، أن إسرائيل ترغب في التخلي عن كافة مسؤولياتها تجاه قطاع غزة. وقال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، ماتان فيلاني، إن إسرائيل ترغب في التخلي عن كافة مسؤولياتها تجاه قطاع غزة، بما فيها إمدادات المياه والكهرباء، وبخاصة أن الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر باتت مفتوحة الآن، وهو الأمر الذي رفضته مصر على الفور. ويعتبر فصل قطاع غزة عن الضفة وإلحاقه بمصر، واحد من السيناريوهات التي وضعتها القيادة الإسرائيلية للتعامل مع المشكلة الأمنية في القطاع، الذي انسحبت منه العام 2005. المصدر:CNNARABIC