أضحت الخيانة واحدة من الأمور التي تعكر صفو الزوجين والتي تسببت في العصف بقفص الزوجية في عديد المرات التي تكتشف فيها بعض النساء خيانة شريك الحياة، هذا الأخير الذي يعمل جاهدا من أجل عدم كشفه من قبل الطرف الآخر، الذي يعيش في دوامة من الشك والوسواس حين يقوم الزوج بتشفير كل ما يمكن أن يفضحه كالهاتف المحمول، والكمبيوتر وحسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يؤدي إلى الجفاء وعدم الثقة التي تشرد أسرا بأكملها. وقد تسببت الشفرة التي يضعها الأزواج لحماية أجهزتهم الالكترونية من السرقة في زرع الشك والغيرة في نفوس الكثير من الزوجات اللائي اعتبرن ذلك بمثابة محاولة من الزوج لمنع اكتشاف شريكة الحياة لأمر ما يتعلق بوجود امرأة أخرى أو ربما عدد من النساء اللواتي يشاركنها رفيق العمر عبر علاقات وهمية أو افتراضية، تخاف أن تتحول إلى علاقة رسمية، بما أن تأثير بعضهن يكون كبيرا على الزوج إذا كان زير نساء، إلا أن عدم تمكن بعض الزوجات الفضوليات من فك الشفرة يدفع بهن إلى الدخول في خلافات مع "مول البيت" الذي يفضل التهرب من وابل الأسئلة التي تُشهرها الزوجة في وجهه، بالقول إنه يريد حماية أجهزته من السرقة وحسابه الإلكتروني من أي محاولة لاختراقه، وفي ظل إصرار الزوجة وتعنت الزوج، يخرج المشكل عن زمام الأمور ويتحول في أحيان كثيرة إلى أروقة المحاكم. وفي حديثهن إلى "الشروق" ذكرت لنا بعض الزوجات اللواتي يعشن حالة من الشك والغيرة تجاه أزواجهن الذين يتعاملون معهن بحذر ويشفرون كل ما من شأنه أن يكون خزانة لأسرارهم، حيث قالت "وردة. ن" إن "الكود" الذي يضعه زوجُها ليحمي هاتفه النقال جعلها تعيش في دوامة من الشك والوسواس خاصة وأنه لا يحب أن يفكها أمامها ويظل حذرا من أن يقع الهاتف في يدها، وهو ما جعلها تسرقه منه بعد أن نساه في البيت وخرج، قائلة إنها قامت بوضع شريحة الهاتف داخل هاتفها الخاص فاكتشفت عدة رسائل غرامية من إحدى النساء، التي على ما يبدو تجمعها علاقة بزوجها، ومن شدة غيضها قامت بتحطيم الهاتف المحمول والشريحة وواجهت زوجها بالأمر، ولكنه بدل أن يقدم اعتذاره تقول "وردة" قام بإشباعها ضرباً، أما هي فاتصلت بشقيقها الذي أخذها إلى بيت أهلها. أما "جميلة. ك" فقالت إن زوجها أصابها بهوس كبير نتيجة تشفيره لكل أجهزته الخاصة، ولم يتوقف عند هذا الحد بل قام بوضع "كود" خاص لصفحته على موقع التواصل الاجتماعي، حيث لا يمكنها أن تضيفه كصديق معها، وهو ما تسبب في إثارة شكوكها وأرادت أن تعرف ما يخفيه زوجها عن طريق نقل الشريحة إلى هاتفها، إلا أنها لم تتمكن من ذلك لأنه يضع شفرة على الشريحة كذلك، مضيفة أن الذي زادها جنونا هو أن زوجها يمسك بهاتفها ويتفقد كل المكالمات الواردة والصادرة، بالإضافة إلى الرسائل القصيرة مؤكدة أن هذا المشكل سبب جفاءً في العلاقة الحميمة بينهما. ويبرر الكثير من الأزواج أمر تشفير هواتفهم وأجهزتهم الإلكترونية بحمايتها من السرقة، إلا أنها عذر أقبح من ذنب في نظر الكثير من الزوجات اللواتي ضقن ذرعا بتكرار رفيق العمر لسيناريو الخيانة، وهو ما قاله لنا "جمال. م" الذي أكد أنه تعرض في الكثير من المرات إلى سرقة وحداته من طرف زملائه في العمل لذا أصبح يضع "كوداً" للهاتف والشريحة. ولعل بعض النساء المتزوجات اللواتي يردن تشفير هواتفهن المحمولة لا يستطعن ذلك في ظل سياسة "أنا راجل وأنتِ مرا" التي يجعلها الكثير من الرجال الخائنين غطاءً لأفعالهم المشينة. وفي تعليقها على الظاهرة قالت "سليمة موهوب"، وهي مختصة نفسانية، إن الأجهزة الالكترونية خلقت نوعاً من القطيعة بين الأزواج الذين يريدون العيش في العالم الافتراضي الذي يخلو حسبهم من المشاكل العائلية، كما أن "الكود" لا يعني بالضرورة خيانة الزوج، بل إن هناك بعض الأزواج يحتفظون بأسرارهم وأمورهم الخاصة، لأن تربيتهم قامت على الاستقلالية في كل شيء.