حددت الحكومة شروط الطيران في الليل وضوابطه وخصوصا ما تعلق بالرؤية الليلية، بما يقلل من الحوادث ويضمن أكثر فأكثر سلامة المسافرين، ومنعت أي طيران من مطارات غير معترف بها من طرف الوزارة الوصية. كما شددت الحكومة على الشروط الواجب توفرها لإقلاع رحلة ليلية، وهي الإجراءات التي تأتي في أعقاب حادثة تحطم طائرة "سويفت إير" الاسبانية المؤجرة من طرف الخطوط الجوية الجزائرية شمال مالي نهاية شهر جويلية المنصرم. وبحسب القرار الذي أصدرته وزارة النقل ونشر في آخر عدد للجريدة الرسمية، فإن رحلات الطيران وكذلك الطائرات التي تقوم برحلات طيران ليلية ملزمة بتتبع المسالك وخطوط سير منشورة ومعتمدة، وشدد على أنه لا يسمح بالإقلاع والتحليق إلا من مطارات معترف بها من وزير النقل المكلف بالطيران المدني في نفس الوقت. واشترطت الحكومة على أن المطارات المعتمدة لاستغلالها في الرحلات الجوية، هي فقط التي تتوفر على إشارة ضوئية تكون حدود المدرج واضحة فيها وبكثافة، وتتوفر كذلك على تموين كهربائي مساعد، فضلا عن وجود مصالح على الأرض تتكفل بدور تبادل مختلف رسائل الحركة الجوية، ومحطة للرصد الجوي على مستوى ذات المطار، تعمل على تزويد الرحلة بالظروف المناخية للقيام بالرحلة الليلية. وأجبر القرار الحكومي الطائرة على إعلام الجهات المعنية بمخطط الطيران من أجل تسهيل خدمات الإعلام الطيراني، وخصوصا خدمات الإنذار والبحث والانقاذ المحتملة عند أي طارئ أو حادث، حيث وجب إيداع المخطط 30 دقيقة قبل الإقلاع. وحدد القرار الارتفاع الواجب التحليق على مستواه والذي لا يجب أن يكون أقل من 900 متر فوق المستوى المتوسط للبحر، ورؤية أفقية تساوي 8 كيلومتر، ولا أثر للسحاب على ارتفاع 450 متر، إذا كانت الرحلة بجوار المطار، في حين بدت الحكومة أكثر تشددا بخصوص الرحلة ما بين مطارين، حيث اشترطت عدم وجود أثر لسحاب يقل ارتفاعه عن 1500 متر، ولا أثر كذلك لاضطرابات جوية أو رعود أو ضباب ما بين مطار الانطلاق ومطار الوصول. وستكون عملية رصد التردد اللاسلكي إجبارية وهذا طيلة الرحلة وعلى كل المسافة من مطار الانطلاق إلى مطار الوصول حسب ذات القرار، وكذلك الشأن للحوار ما بين مطار الانطلاق والوصول.