اتّهم عزّ الدين جرافة، القيادي في حركة النهضة والعضو المؤسس لرابطة الدعوة الإسلامية أطرافا في فرنسا وأخرى تنتمي الى الحزب المحظور وأطرافا من داخل السلطة بالوقوف وراء تفجير "رابطة الدعوة الإسلامية" في بداية التسعينيات. وقال جرافة في حديث "للشروق" في الذكرى ال18 لتأسيس الرابطة، تناول فيه كواليس إنشاء الرابطة التي تزعّمها الشيخ أحمد سحنون، بأنّ لديه الأدلة التي تدين الأطراف التي اتّهمها، وأوضح بأنه سيكشف كل شيء في الوقت المناسب. حديث جرافة للشروق جاء على خلفيّة "تعالي بعض الأصوات داخل الأحزاب الإسلامية بضرورة بعث هيئة للتنسيق بينها في سبيل تشكيل مرجعية للعمل الإسلامي"، على خلفية الذكرى الثامنة عشر لتأسيس هذا المشروع الميت. وكشف جرافة بأن فرنسا (التي ذكرها بالاسم) وأطرافا في الحزب المحظور وأخرى في السلطة، عملت كلها منذ ما قبل ظهور رابطة الدعوة الإسلامية على "تلغيم" الطريق في وجه الرابطة، على حدّ تعبيره، وتلخّص العمل حسبه في "العمل على إظهار الوجه البشع للإسلاميين، والتركيز على إلصاق صور الفوضى والهمجية التي دعمتها بعض الخطابات الثائرة على حساب التيار المعتدل الهادئ الذي كان ممثّلا في الرابطة". ويقول العضو السابق في الرابطة بأنّ خروج الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلى الواجهة وإعلان عباسي مدني وعلي بلحاج تشكيلها كان ذروة التفجير، حيث انفرد هذا الأخير بالقرار لوحده وخرج من عباءة العمل الإسلامي المنسّق بين جماعاته الثلاث (جماعة الشرق والجزأرة والتنظيم الإقليمي للإخوان ممثلا في حركة حماس)، فيما كانت الرابطة تفضّل التريّث قبل الإعلان عن الحزب السياسي الذي سيذوب فيه الإسلاميون. وقال جرافة بأن الإعلام الوطني وخاصة الثقيل إذ ذاك كان يركّز على إظهار مسيرات الفيس الصاخبة والعنيفة على انها الوجه الوحيد للاسلاميين متجاهلا بيانات الرابطة وتجمّعاتها التي كانت تمثّل لغة العقل والتهدئة. وأضاف "عندما فازت الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالمحليات في 1990 اضطرّت الجماعات الأخرى إلى تأسيس أحزابها (النهضة عن جماعة الشرق وحماس عن التنظيم الإقليمي للإخوان)" بعد أن رأت انفراد الفيس وتخلّيه عن العودة إلى الرابطة وهو ما سرّع بتفجير الرابطة نهائيا. ويقول محدّثنا بأن جماعات مسلّحة منها "المجاهدون الأفغان" دخلوا مع الفيس "بشروط"، حيث قالوا لقادة الفيس بأنهم غير مقتنعين بالانتخابات كطريق للوصول إلى السلطة مثلما ينص منهج الرابطة، وأعلموهم بأنهم سيسيرون معهم في خيار الانتخابات ولكن إذا فشل هذا الخيار فسيكون خيار العمل المسلّح "واردا". وفتح جرافة قوسا هنا ليقول بأنّ التركيز الإعلامي سُلّط على الجانب المظلم والعنيف ممّن ادّعوا الانتساب إلى الإسلام والعمل السياسي الإسلامي فيما غُضّ الطرف عن التيار المعتدل"، وحسبه فإن هذا العمل كان مقصودا بهدف "تشويه صورة الإسلام السياسي". م. هدنه