"توبوا وكفوا عن هذا الفعل الشنيع القبيح" "القاعدة" في الجزائر تفتي بلا علم وتحرّض على المنكر والقتال دعا الشيخ أبو بكر جابر الجزائري، في رسالة خص بها "الشروق اليومي"، عناصر التنظيم المسلح "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، بالجزائر، إلى "التوبة" والتخلي عن العمل الإرهابي الذي يستهدف الأبرياء والعزل في عمليات إجرامية وتفجيرات إنتحارية، لا علاقة لها بالدين والجهاد، مثلما يدعيه هؤلاء الذين "يفتون بلا علم ويحرضون على المنكر والقتال". الشيخ أبو بكر جابر الجزائري، المدرس بالمسجد النبوي الشريف، في رسالة مؤرخة في 23 جانفي الجاري، عنونها: "كلمة حق وصدق"، مكتوبة بخط يده، من المدينةالمنورة بالمملكة العربية السعودية، قال: "لقد بلغني أن بعض الشباب في الجزائر قد ضلت بهم الطريق وانقطع بهم السبيل وعلا الفكر الطائش أفكارهم، فأصبحوا لا يعرفون الحق، فأصبحوا يفتون بلا علم ويحرضون على المنكر والقتال". وفي رده على الإعتداءات الإرهابية في الجزائر، خاصة في ظل إعتماد تنظيم "القاعدة" على أسلوب التفجيرات الإنتحارية، قال جابر الجزائري: "ويا للأسف الشديد، في بلد إسلامي يقع هذا، وكم سمعنا من قتل لجميع أفراد المجتمع من شيوخ ونساء وأطفال ومن تفجيرات عشوائية للمباني والبيوت والمرافق العامة"، موجها عتابا وسؤالا إلى عناصر الجماعات المسلحة: "أين ذهبوا بعقولهم؟". ودعا أبو بكر جابر الجزائري، المسلحين الناشطين ضمن "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" (الجماعة السلفية للدعوة والقتال)، إلى "أن يتوبوا ويكفوا عن هذا الفعل الشنيع القبيح"، مخاطبا منفذي الإعتداءات الإجرامية في الجزائر بقوله: "أسألكم بالله هل يجوز قتل الأبرياء وسفك دمائهم، وهل يجوز تدمير المباني على المسلمين وغيرهم؟". وفي إشارة إلى الإعتداءات التي تستهدف الأجانب والهيئات الدولية بالجزائر، مثلما حصل مع التفجير الإنتحاري الذي ضرب مبنى الأممالمتحدة بحيدرة في 11 ديسمبر الماضي، قال أبو بكر جابر الجزائري: "وكما لا يجوز قتل الكافر الذي أخذنا معه العهد في بلادنا.. فكيف بالذي يقتل مسلما عابدا لله؟". ولم يتأخر الشيخ أبو بكر جابر الجزائري، عن توجيه نداء إلى المسلحين الذين مازالوا ينشطون ضمن الجماعات الإرهابية في الجزائر، خاصة تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، الذي يقوده المدعو "عبد المالك درودكال"، قائلا: "أيها الشباب إن الفساد في بلاد الإسلام لن يجرّ إلا إلى الخراب والدمار والفرقة بين المسلمين، ولا يحل هذا أبدا"، مضيفا في رسالته الأولى من نوعها: "فارجعوا إلى الحق، هداني الله وإياكم وكفوا أيديكم من القتل والتدمير، واجتمعوا حول حاكمكم، وخذوا النصح والإرشاد من العلماء الذين يفتونكم بالكتاب والسنة، واجتمعوا في بيوت ربكم"، مخاطبا المسلحين بقوله: "وأدلكم على كتابي منهاج المسلم وكتب المسجد وبيت المسلم الجامعان لبيان الشريعة الإسلامية بكاملها". وفي آخر الرسالة، التي وقعها صاحبها ب "محبكم الشيخ أبو بكر الجزائري، قال: "وأخيرا أسأل الله تعالى أن يتوب عليكم ويهديكم ويصلحكم ويتولاكم، وهو الرب الرحيم، واعلموا أن من تاب ناب الله عليه والتوبة تجب ما قبلها". توجيه الشيخ أبو بكر الجزائري، ل "كلمة الحق والصدق"، يأتي في وقت تبرأ فيه ما يسمى "حماة الدعوة السلفية"، ثاني أبرز تنظيم مسلح بالجزائر، من التفجيرات التي تستهدف المسلمين في الجزائر، مبرزا رفضه للعمليات الإنتحارية التي يسقط ضحيتها مواطنون أبرياء وعزل. وكان أمير "حماة الدعوة السلفية"، المدعو "أبي جعفر محمد السلفي"، في رسالة شرعية نُشرت على موقع التنظيم عبر الأنترنت، نداء إلى المسلحين، قال فيه: "هذه التفجيرات التي تقع في الأماكن العمومية، فيها تعدّ ظاهر على دماء المسلمين المعصومة، وعبث واضح بأرواحهم ونفوسهم التي حرّم الله قتلها إلا بالحق في آيات عديدة وأحاديث كثيرة". وجاءت رسالة أبو بكر جابر الجزائري، لتضاف إلى عدد من الفتاوى التي وقعها عدد من المهتمين بالجماعات الإسلامية، من بينهم الطرطوزي، الذي وقف مؤخرا في رسالة مشابهة ضد النشاط الإرهابي والإنتحاري لتنظيم "القاعدة"، وهو معروف بولاءاته وفتاويه السابقة لصالح التنظيمات المسلحة، حاله حال تنظيم "حماة الدعوة السلفية" كأول تنظيم مسلح جزائري، أيد زعيم "القاعدة"، أسامة بن لادن، في اعتداءات 11 سبتمبر 2001. كما يأتي تنامي مثل هذه الرسائل والفتاوى المنددة والرافضة للعمل المسلح، خاصة الإنتحاري منه، موازة مع بث إذاعة القرآن الكريم، مؤخرا، لتدخلات مشايخ كبار في الدعوة السلفية، يحرمون مثل هذه الإعتداءات التي تستهدف الأبرياء والعزل. من هو الشيخ أبو بكر جابر الجزائري الشيخ العالم المفسر أبو بكر جابر الجزائري، من مواليد بلدية "ليوة" القريبة من مدينة "طولڤة" ببسكرة عام 1921، بدأ دراسته بالزاوية العثمانية، فحفظ القرآن الكريم، ثم هاجر إلى المدينة النبوية عام 1953، حيث أتم دراسته في حلقات كبار العلماء بمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم من أمثال الشيخ عبد الرحمان الإفريقي. وسرعان ما سطع نجمه واشتهر بفصاحة وبيان في المنطق، وحفظ وقوة في الاستدلال، وبراعة في التفسير، وخاصة العلم بالقراءات القرآنية. ولهذا عين أستاذا بقسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة، كما خصص له كرسي للتدريس بالمسجد النبوي، ومازال إلى اليوم يقدم فيه الدروس في مدة فاقت نصف قرن من الزمن، بعد أن حصل على إجازة من رئاسة القضاء بمكة المكرمة. قام الشيخ أبو بكر الجزائري بتأليف عدد كبير من المؤلفات منها: - رسائل الجزائري، وهي 23 رسالة تبحث في الإسلام والدعوة. - منهاج المسلم، كتاب عقائد وآداب وأخلاق وعبادات ومعاملات. - عقيدة المؤمن، يشتمل على أصول عقيدة المؤمن جامع لفروعها. - أيسر التفاسير للقرآن الكريم 4 أجزاء. - المرأة المسلمة. - الدولة الإسلامية. - الضروريات الفقهية - رسالة في الفقه المالكي. - هذا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يا محب (في السيرة). - كمال الأمة في صلاح عقيدتها. - هؤلاء هم اليهود. - التصوف يا عباد الله... وغيرها ج/ لعلامي