تونس تحتضن قنابل بشرية موقوتة، يمكن أن تفجر استقرارها في أي لحظة وترتكب عمليات إرهابية وتنفذ مخططات إجرامية، وأغلب هؤلاء معروفون لدى السلطات الأمنية وعددهم حسب وزارة الداخلية، وبحسب الإحصائيات 9 آلاف شاب كانوا ينوون التوجه إلى بؤر التوتر للقتال في سوريا والعراق، بعد أن تمت "دمغجتهم" واستقطابهم ليكونوا مشاريع "جهاديين" وانتحاريين. وتقول جريدة الشروق التونسية، إن هؤلاء الشباب يمثلون اليوم خلايا نائمة قد تستيقظ في أي لحظة وهم مهيؤون للقيام بعمليات إرهابية. يضاف إلى هؤلاء بين 2500 و3000 تونسي يقاتلون في الخارج في مختلف الجبهات حسب تقديرات خبراء وأمنيين، وهوما يجعل عدد الإرهابيين في تونس والخارج يصل إلى 12 ألف مقاتل يمثلون "جيشا" مدربا ومؤهلا للقيام بعمليات إرهابية، وهو عدد يمثل نحو 20 بالمائة من عدد الجيش التونسي. أجمع عدد من الخبراء والأمنيين الذين تحدثت إليهم "الشروق التونسية" على أن هؤلاء يهددون استقرار البلاد ويمكن استعمالهم في أي وقت للقيام بعمليات إرهابية، خاصة أن هناك مخططا لإفشال العملية الانتخابية وقد يقع تكليف بعضهم للقيام بتفجيرات لمكاتب اقتراع أواغتيالات سياسية أو تنفيذ هجمات إرهابية، خاصة أنهم جاهزون عسكريا وفكريا للقيام بأي هجوم إرهابي.
منع 9000 من السفر يقول رئيس المنظمة التونسية للأمن والمواطن، عصام الدردوري إنه يجب أن تتوفر إرادة قوية لدى الدولة لفتح هذا الملف باعتبار أن 9 آلاف شاب أغلبهم تدربوا على القتال ويتبنون الفكر التكفيري والانتحاري وهم جاهزون لارتكاب جرائم إرهابية ومنعهم من السفر إلى بؤر التوتر، هو إجراء مؤقت لتفادي الانعكاسات الوخيمة لهؤلاء إذا ما التحقوا بالمقاتلين خارج حدود الوطن. وأضاف الدردوري أن هناك مساعي حثيثة من قبل السلطات الأمنية لمراقبة العائدين من سوريا والذين بقي بعضهم مجهولا والذين تمكنوا من دخول تراب الجمهورية بصفة عادية، ومن يقع إيقافهم وإحالتهم على السلطات القضائية هم من توفرت فيهم معطيات من قبل عائلاتهم أو في إطار تعاون دولي وأمني. وذكر الدردوري أن هؤلاء يمثلون مشروع إرهابيين، خاصة أن بعضهم قادر على صنع المتفجرات وتفكيك الأسلحة ومواجهة قوات الأمن مشيرا إلى أن أغلبهم ليس محل متابعة ومراقبة أمنية، مؤكدا أن إعادة إدماجهم في الحياة يتطلب إجراءات سليمة.
إعادة تأهيل ومراقبة من جهته، أفاد عضو في مكتب الدراسات الشامل، مختار بن نصر، أن السلطات الأمنية اتخذت إجراءات هامة لمراقبة هؤلاء من خلال برنامج تأهيل، تشارك فيه عدة وزارات على غرار وزارتي الثقافة والشؤون الدينية، وهذا البرنامج خاص بمن لم تتلوث يده بدماء الناس ولم يشارك في جرائم إرهابية. وبخصوص الموجودين في بؤر التوتر، ذكر مختار بن نصر أن الأمر يتطلب الكثير من اليقظة، مشيرا إلى أنهم لا يفكرون في العودة إلى تونس في الوقت الحالي باعتبار أنهم في معركة وفي صورة عودتهم، فإنه يقع تقديمهم إلى القضاء للمحاكمة. وأكد مختار بن نصر أن السلطات الأمنية قامت بعدة إجراءات وأعمال إدارية، من ذلك وضع بعضهم تحت المراقبة إضافة إلى ملاحقات أمنية وعسكرية أسفرت في الآونة الأخيرة عن القبض على 60 شخصا، إلى جانب مداهمات للجبال، أسفرت عن إيقاف عدد من العناصر والقيادات الإرهابية، مؤكدا أنه تمت مراجعة السياسة المسجدية من خلال استرجاع الجوامع التي كانت خاضعة للمجموعات المتشددة.