الجماعة المسلحة التحقت بجبال الشعانبي قبل شهرين تفيد التحريات الأولية في الهجوم الإرهابي الذي أودى بحياة 15 جنديا تونسيا بأن الفصيل الذي نفذه تلقى تدريبا في المعسكرات التي يشرف عليها مختار بلمختار في مدينة الزنتان الليبية. وتشير التحريات بناء على شهادات موقوفين وتقارير استخباراتية جزائرية وتونسية إلى أن "المجموعة التي قامت بالاعتداء دخلت من ليبيا قبل نحو شهرين فقط والتحقت بخلية جبل الشعانبي" قبل أن تستفيد في وقت لاحق من شحنة أسلحة مهربة من ليبيا عبر مركبتين رباعيتي الدفع. وكانت السلطات الجزائرية -حسب مصدر عليم- قد رصدت تحركات مشبوهة عبر أجهزة رؤيا متطورة ورادارات رقمية تزود بها المركز العملياتي المتقدم الكائن بين حدود ولايتي خنشلةوتبسة، التابع للناحية العسكرية الخامسة في جبال بودخان، والمتخصص في محاصرة ومكافحة الأنشطة الإرهابية إلى غاية الحدود التونسية مع تبسة وسوق أهراس والطارف. ويرى خبراء أمنيون أن منطقة الزنتان الليبية، تحولت إلى معسكر تدريب للعديد من الجهاديين التونسيينوالجزائريين والمغاربة، حيث يتراوح العدد الإجمالي بين 4 و5 آلاف، حيث يعد زعيم تنظيم "أنصار الشريعة" أبو عياض الذي أعلن تحالفه حسب مصادر مطلعة مع الجزائري مختار بلمختار زعيم كتيبة "الموقعون بالدم" الذي انشق عن فرع "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" هؤلاء الإرهابيين للقيام بهجوم كبير على جنوبتونس واحتلاله، والقيام بعدة تفجيرات في العديد من المدن التونسية، واغتيال عدد كبير من السياسيين، ومهاجمة المؤسسات العامة. وأكدت مصادر "البلاد" أن السلطات الجزائرية قد حذرت وفق معطيات استخباراتية نظيرتها التونسية من عملية تهريب كبرى للسلاح جرى التحضير لها قبل نحو شهرين انطلاقاً من الأراضي الليبية باتجاه الجزائر أو تونس، الأمر الذي جعل الجيش الجزائري يستنفر قواته على الحدود مع ليبيا وتونس، مستخدماً الطائرات العسكرية لتوسيع مجال المراقبة ولمنع أي محاولة اختراق لجماعات إرهابية قد تستغل الأوضاع لتنفيذ مخططها، لاسيما أن محققين من تونسوالجزائر تمكنوا من جمع أدلة كثيرة تدين "كتيبة الملثمين والموقعين بالدم" التي يقودها مختار بالمختار القيادي السابق في تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، الذي أشرف على تدريب مقاتلين سلفيين جهاديين من تونس وإرسالهم إلى الأراضي التونسية. فالتحقيق التونسي مع المعتقلين الذين تم إلقاء القبض عليهم في الداخل التونسي، توصل إلى أدلة مهمة تؤكد العلاقة بين القيادي المنشق عن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" مختار بلمختار والمكنى خالد أبو العباس القائد للجماعات التكفيرية المسلحة في تونس. من جهتها، أكدت جريدة الشروق التونسية، في عدد أمس، أن أغلب الإرهابيين المشاركين في العملية التي أودت بحياة 15 عسكريا تونسيا بجبال الشعانبي على الحدود التونسية، يحملون الجنسية الليبية، أتوا خصيصا للمشاركة وتنفيذ عمليات إرهابية في تونس، وإمكانية التسلل أيضا للتراب الجزائري. ونقلت الصحيفة وفق إفادات أمنية أن من بين المهاجمين 3 أمراء جزائريين ويتعلق الأمر بكل من خالد الشايب، المدعو لقمان أبو صخر خبير المتفجرات، وأحد المقربين من دردكال، والأمير أبو عبد الرحمن الجزائري، وهو أيضا من حاشية الأمير الوطني لتنظيم القاعدة، أبو مصعب عبد الودود واسمه عبد المالك درودكال والأمير عبد الكريم عربية أمير كتيبة الفتح المبين الناشطة بولاية تبسة، وأرسلهم دردوكال منذ قرابة السنة إلى تونس للإشراف على تدريب المجندين الجدد وتنفيذ عمليات لخلق بؤرة توتر أخرى تخفف الضغط عن الإمارة الوطنية.