ارتفع عدد الصحفيين القتلى في العراق، منذ بداية الحرب في مارس 2003 حتى الآن إلى 208 قتلى، كان آخرهم المصور التلفزيوني، علاء عبد الكريم، الذي يعتبر أول صحفي يقتل في العام 2008. والصحفيون القتلى الذين شاركوا في تغطية الحرب والمعارك والأحداث في العراق يفوقون من سقط منهم خلال التغطية الصحفية للمعارك في كوريا وفيتنام والحربين العالميتين مجتمعة، وفقاً لمنظمة صحفيون بلا حدود. وبالنسبة للصحفيين، تشكل تغطية الأحداث في العراق واحدة من أكثر التغطية خطورة في التاريخ. وبالنسبة للصحفيين الأجانب، فإن خروجهم من مكاتبهم يشكل خطورة أمنية أكبر، لذا يجب عليهم اتخاذ ترتيبات احتياطية كثيرة، ويجب أن تكون تنقلاتهم محسوبة ومخططة بشكل دقيق جداً. والحل الوحيد للصحفيين لدخول المناطق المضطربة هو بالانضمام إلى القوات الأمريكية بصفة "صحفي متخفي"، ولكن هذا لا يعني ضمان سلامتهم أيضاً، إذ قد يكون هؤلاء عرضة لتفجير عبوة ناسفة أو هجوم مسلح، وقد يحولهم كذلك إلى أهداف بالنسبة للمسلحين. ويترافق الخطر مع واقع أنه لا توجد خطوط للمعارك، أي لا يوجد خطوط أمامية أو خلفية، ولا متاريس بين جيشين أو غير ذلك، فالمسلحون يتواجدون في كل مكان، ما يجعل الأمور أكثر خطورة. كذلك قد تكون الهجمات منظمة في بعض الأحيان، ولكنها في أحيان أخرى تكون عشوائية ووليدة اللحظة. ومن بين الصحفيين الأجانب الذين أصيبوا أو لقوا حتفهم أثناء تغطيتهم للأحداث في العراق، مراسلة محطة CBS، كيمبرلي دوزير البالغة من العمر 39 عاماً، والتي أصيبت إصابة بليغة جراء انفجار عبوة ناسفة في ميدان الحرية بوسط بغداد في العام 2006 أثناء وجودها مع قوة عسكرية أمريكية. وقتل في الحادثة نفسها المصور في المحطة، بول دوغلاس (48 عاماً) ومهندس الصوت، جيمس برولان (42 عاماً). وفي وقت سابق من العام 2006، أصيب كل من مراسل محطة ABC بوب وودروف (44 عاماً) والمصور التلفزيوني دوغ فوعت (46 عاماً) إصابات بليغة بانفجار عبوة ناسفة قرب مدنية التاجي، شمالي بغداد. وقبل أربعة أعوام، فقدت شبكة CNN اثنين من كوادرها أثناء عودتهم من مهمة لهم في مدينة الحلة جنوبي بغداد، حيث تعرضت سيارات الشبكة لكمين في ضواحي بغداد. وأسفر الكمين عن مقتل المترجم والمنتج التلفزيوني دريد عيسى محمد (27 عاماً) والسائق ياسر خطاب (25 عاماً) إثر إصابتهما بعيارات نارية. وفي وقت تميل فيه إصابة المراسل الصحفي الأجنبي في العراق أو مقتله إلى لفت الاهتمام العالمي، ويحظى بالتغطية الصحفية، فإن زملاءهم العراقيين لا يحظون بمثل ذلك. ويشكل الصحفيون العراقيون الذي سقطوا في التغطية الصحفية للأحداث أو أصيبوا خلالها أكثر من نصف من قتلوا وأصيبوا من إجمالي الصحفيين المائتين وثمانية. ورغم الانخفاض الجوهري في العنف في بغداد خلال العام 2007 جراء زيادة عديد القوات الأمريكية وتجميد نشاط جيش المهدي وتشكيل لجان الصحوة السنية، إلا أن المخاطر بالنسبة للصحفيين ظلت على ما هي عليه. وكانت منظمة دولية معنية بمتابعة الصحافة والصحفيين في العالم قد كشفت عن مقتل 64 صحفياً في 17 دولة أثناء قيامهم بدورهم في تغطية الأخبار خلال العام 2007، ليصبح هذا العام الأكثر دموية خلال أكثر من عقد. وقالت لجنة حماية الصحفيين، التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، في تقريرها السنوي إن العراق تصدر الدول التي شهدت مصرع صحفيين أثناء التغطية الإخبارية، وذلك للعام الخامس على التوالي، حيث لقي 31 صحفياً مصرعهم، في حين كان قد قتل في العام السابق 32 صحفياً. ت المصدر: CNNARABIC