الفجر: ماذا يمثل بالنسبة لك الثالث من ماي؟ هنري ويل: أعتقد أنه دون حرية تعبير لا يمكن اعتبار بلد ما ديمقراطيا، ومن الضرورة بمكان أن ننظر إلى وضع الصحافة في روسيا• فخلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة كانت كل الصحافة تقريبا خاصة التلفزيون بيد رجال الكريملين، فالمرشح الذي اختاره بوتين كان الوحيد الذي استفاد من تغطية كبيرة• بمعنى أن خصومه كان هناك تعتيم إعلامي بشأنهم، وأظن أن مراقبة وسائل الإعلام كانت دائما سلاحا فعالا في يد نظام متسلط• الفجر: ما هي العقبات التي تواجه الصحافة اليوم في العالم؟ هنري ويل: عرقلة حرية التعبير تأخذ أشكالا مختلفة: من العنف إلى المراقبة الذاتية••• وهذا ما يدفعنا الى التساؤل: ما هي وضعية الصحافة اليوم في العالم منذ بداية عام 2008؟ قتل تسعة صحافيين وسجن 130 وتم اعتقال سبعة متعاونين و63 مسؤولا• فماعدا أوروبا - وطبعا بتحفظ فيما يتعلق ببلغاريا وبولونيا - فانه لا يوجد أي منطقة في العالم لا يمارس فيها العنف ضد محترفي وسائل الإعلام• حسب تصنيف 2007 حول حرية التعبير في 169 بلد في العالم، والذي أعدته الجمعية الفرنسية "مراسلون بلا حدود"، فإن الجزائر تحتل المرتبة 123وفرنسا تأتي في المرتبة 31• الحرب في العراق دون شك هي الصراع الذي حصد أرواح أكبر عدد من الصحافيين منذ الحرب العالمية الثانية• وإلى يومنا قتل 211 صحافي ومتعاون من مختلف وسائل الإعلام منذ بداية الصراع في العراق• ففي 21 مارس من عام 2003 قتل العديد من الصحافيين هناك بالعراق وهو عدد لم تشهده حتى الحرب في الفيتنام أو خلال سنوات الإرهاب في الجزائر• كما أن العراق يمثل أكبر سوق لاحتجاز الرهائن في العالم، وقد بلغ عدد الصحافيين المحتجزين رهائن إلى 14 صحفيا ومتعاونا• الفجر: أصبح الصحافيون في العالم يواجهون صعوبة لتقصي المعلومات حول الإرهاب، وأصبح اسم "بن لادن" مرتبطا بكثير من الأعمال الإرهابية ولا ندري حتى إن كان حيا؟ هنري ويل: حقيقة، بن لادن أراح الجميع خاصة الصحفيين بتوقيعه على كل التفجيرات المرتكبة في العالم، لكن من الصعب معرفة الحقيقة عن هذا الأخير• فالصحفيون لا يستفيدون من وسائل التقصي، وتبقى الأخبار التي تعدها مصالح الاستعلامات هي مصدرهم الوحيد• وهنا يأتي الخطر الأكثر اعتيادا والمتمثل في التضليل الإعلامي، وعليه يجب أن يكون الصحفي حذرا جدا، ويجب عليه أن يتعامل مع المعلومة بنوع من الشك المؤقت، لأنه وبطبيعة الحال فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول المتحالفة معها لديها مصالح خاصة، وهو ما يدفعها للتلاعب بالمعلومات• فالتلاعب وسيلة سهلة وفعالة بشكل رهيب، وكل البلدان على علم بذلك• من هو هنري ويل؟ الصحفي الفرنسي هنري ويل كان مراسلا بالقناة الفرنسية الثالثة تولوز، وكذا بالقناة الفرنسية الخامسة، وتنقل إلى العديد من المناطق في العالم لتغطية أحداث مهمة كسقوط جدار برلين، وأحداث ربيع بيكين، وكذا حرب الخليج الأولى، وكان الصحفي الوحيد الذي أجرى لقاء في جانفي 1986 مع الرائد دومينيك بريور في السجن بنيوزيلندا في قضية رانبو وريور، ويعمل حاليا أستاذا بالمدرسة الوطنية للإدارة، وبمركز تكوين الصحفيين، وجامعات فرنسية أخرى، وألف العديد من الكتب آخرها "رفقاء التحرير"، و"مقاومة في سن العشرين" وصدر عام 2006 و"قيم المقاومة" صدر عام 2004 وأيضا كتاب "صحافيون: كلمات وشكوك"•