أعلنت صحيفة إسرائيلية، اليوم، أن وزارة القضاء الأمريكية منعت مكتب التحقيقات الفيدرالي الاستخبارات الفيدرالية "FBI"، من تقديم مساعدة لجيش الاحتلال الإسرائيلي فور أسر الجندي شاؤول أرون، أثناء العدوان على غزة في شهر تموز يوليو الماضي. وبحسب صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، فإنه فور إصابة ناقلة الجند الإسرائيلية، شرقي غزة، بدأت مساعي البحث عن “شاؤول” الذي لم يتواجد بين الأحياء. ويقول جنود لواء “جولاني” إنهم قاموا بإغلاق المنطقة في محاولة لمنع مقاومي حماس من الفرار مع شاؤول أو جثته عبر أحد الأنفاق. وأشارت الوزارة الأمريكية، إلى أنه بعد سويعات قليلة، قام الجناح العسكري لحركة حماس باختراق صفحة ال”فيس بوك” الخاصة بالجندي، ونشر بطاقة التعريف الخاصة به، لكن خطوة كهذه كانت ستكلفهم الكثير، وممكن أن تكشف مكانهم، حيث يمكن عن طريقها معرفة مكان تواجد الجندي أو جثته، أو مكان تواجد من قام بالنشر في الصفحة. وفور الاستيلاء على صفحة الجندي ونشر الصورة، قام جيش الاحتلال بمحاولة معرفة مكان الجندي عن طريق تتبع مكان نشر الصورة، وبأسرع الطرق الممكنة، لذلك توجهت (إسرائيل) لFBI، لتحديد المكان الذي يتحكم به عناصر حماس بصفحة الجندي المأسور عن طريق الخادم التابع لموقع فيسبوك في الولاياتالمتحدة. في يوم 21 تموز (يوليو)، وفور توجه (إسرائيل) لFBI، قامت الأخيرة بإرسال بريد إلكتروني لوزارة القضاء الأميركية، للحصول على إذن قانوني للدخول لخادم موقع “فيسبوك” واستخراج المواد المطلوبة عن مكان تواجد المتحكم بصفحة “شاؤول”، ومساعدة (إسرائيل) في إيجاده أو إيجاد جثته، وأن الوقت مهم جدًا وعليهم الإسراع. وحاول ال”FBI”، تسريع معالجة الموضوع بوصف حماس كحركة “إرهابية”، وأن الجهاز يطالب بإذن مستعجل ليتمكن من اللحاق ب”الإرهابيين”، وإفشال مخططاتهم، لأن “الحرب على الإرهاب” تقع على رأس سلم أولويات الولاياتالمتحدة الأميركية. وفي اليوم التالي، 22 تموز (يوليو)، ردت وزارة القضاء الأميركية على طلب ال”FBI” بعدم موافقتها على العملية ومنعه من الدخول للخادم التابع لموقع فيسبوك، واستخراج المواد المطلوبة. وعن سبب الرفض قالت الوزارة إنها “بهذه الحالة بحاجة لموافقة MLAT، وهي وثيقة دولية تستعمل في حالات غير مستعجلة وبيروقراطية بين الدول، وفي حالة حرجة كهذه، لا يعقل أن تطلب وزارة القضاء موافقة بيروقراطية كهذه، خاصة عندما يدور الحديث عن حليف ك(إسرائيل)” حسب ما قال مدع عام أميركي شارك في ما يسمى ب”مكافحة الإرهاب”. وكانت الصدمة قوية لجيش الاحتلال، بحسب صحيفة “يسرائيل هيوم” التي نقلت الخبر، اليوم، بعد أن رفضت حليفتها الرئيسة مساعدتها بموضوع حساس مثل هذا، خاصة أن بعد كل هذا الوقت، أي معلومة قد تصل إليها (إسرائيل) عن المكان الذي نشرت منه الصور على صفحة الجندي، لن تُساعد بالضرورة على إيجاد مكانه أو خاطفيه أو جثته أو حتى أجزاء منها. وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، أنه بعد ثلاثة أيام من تحقيق جيش الاحتلال، ادعى أنه وصل لاستنتاج مفاده أن شاؤول “ليس حيًا”، وأن عناصر حماس أسروا جثته فقط، وأن رفض المساعدة جاء من مكتب المدعي العام الأميركي. وحتى الآن لا تزال أسئلة كثيرة بلا جواب لدى المسؤولين الإسرائيليين، بحسب “يسرائيل هيوم”، أهمها لماذا رفض مكتب المدعي العام الأميركي منح الإذن ل”FBI” بمساعدة (إسرائيل) للعثور على الجندي وآسريه، وعدم السماح لهم بالولوج لخادم موقع فيسبوك وتحديد مكانه.